بعد أشهر من الجمود والتراجع في التأثير الأمريكي، عاد الرئيس دونالد ترامب ليُحدث ضجيجًا سياسيًا في ملف حرب غزة، معلنًا أن إسرائيل وافقت على مقترح هدنة جديد، وأن قطر ومصر بصدد وضع اللمسات النهائية عليه..
عودة واشنطن هذه المرة ليست خجولة أو رمزية.
كشف ترامب عن اجتماعات مكثفة وطويلة بين مبعوثيه ومسؤولين إسرائيليين، مؤكدًا أن الاتفاق قاب قوسين أو أدنى، وحمّل حماس مسؤولية اتخاذ القرار الحاسم، وقال على منصته تروث سوشيال "الفرصة أمامهم.. فالوضع لن يتحسن، بل قد يصبح أسوأ بكثير".
لكن المفاجأة الأبرز جاءت من لهجة ترامب تجاه حليفه نتنياهو "سأكون صارمًا معه، أعتقد أننا سنصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب خلال الأسبوع المقبل".
وفيما ظل نتنياهو صامتًا خرج وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر ليؤكد أن الحكومة الإسرائيلية تدعم المقترح الأمريكي، وأن أغلبية واسعة داخل إسرائيل تؤيد خطة إطلاق سراح الأسرى، إلا أن ساعر سارع أيضًا إلى تحميل حماس المسؤولية، مذكّرًا بأن الحرب لن تنتهي ما لم يتم "نزع سلاح الحركة وتفكيكها".
ومن جهتها لم تعلن حماس موقفًا رسميًا بعد، لكنها أكدت مرارًا استعدادها للتعاطي مع أي مقترح يتضمن وقفًا شاملًا للحرب، مع ضمانات دولية تمنع استئناف العدوان.
لكن.. ما الذي يجعل هدنة الـ60 يومًا مختلفة هذه المرة؟
منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023 جرى اختبار خيار الهدنة مرتين فقط.. الأولى استمرت 7 أيام في نوفمبر 2023 أما الثانية امتدت لـ42 يومًا بين يناير ومارس 2025 وفي كل مرة كانت إسرائيل من تبادر بخرق الاتفاق وتعود للهجوم بقوة أشد.
أما اليوم فهدنة الـ60 يومًا تُعد الأطول والأكثر طموحًا، وتعكس بحسب مراقبين رغبة دولية قوية بخلق فسحة زمنية قد تمهّد لاتفاق دائم..
لكنها أيضًا تُلقي بظلالها على تحديات حقيقية تتعلق بثقة مفقودة وأهداف متضاربة وضغوط شعبية متصاعدة من الجانبين.