في الجنوب اللبناني حيث اختلطت الأرض بالصراع، يبرز سؤال واحد.. هل بدأ الجيش اللبناني فعليا ملاحقة حزب الله تحت الأرض؟.
74 نفقا و175 منصة صواريخ، و58 صاروخا كشفها الجيش اللبناني منذ سبتمبر الماضي، في مؤشر غير مسبوق على حجم البنية العسكرية التي حاول الحزب إخفاءها جنوب نهر الليطاني.. لكن ما وراء الأرقام هو المعركة الحقيقية.
صراع استخباراتي وعسكري غير مرئي للمواطنين، حيث يتحدى الجيش اللبناني ميليشيا تمتلك تاريخا طويلا في العمل السري والانتشار تحت الأرض.. حزب الله بعد سلسلة اغتيالات قياداته الميدانية، اضطر للتحول من الاستعراض الشعبي إلى الصمت الكامل، ونظام جديد يعتمد على الرسائل المكتوبة والتحركات السرية المتقطعة.
مع تصاعد التوترات، حددت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مهلة نهائية لحكومة بيروت لنزع سلاح حزب الله بحلول 30 ديسمبر المقبل، مع تهديد بعواقب مباشرة في حال عدم الالتزام.. الحكومة اللبنانية تؤكد أن المرحلة الأولى من حصر السلاح في جنوب الليطاني ستكتمل نهاية العام، لكن السيطرة على كامل الترسانة المسلحة للحزب في مناطق أخرى تبقى صعبة ومعقدة.
تقارير غربية وإسرائيلية تؤكد أن حزب الله يعيد تنظيم بنيته العسكرية، بينما تتزايد الضغوط الدبلوماسية على الحكومة والجيش اللبنانيين لفرض السيطرة على السلاح.. في المقابل شن الجيش الإسرائيلي مئات الغارات على مدار الأشهر الماضية، استهدفت بنى تحتية ومستودعات أسلحة ومواقع إطلاق صواريخ تابعة للحزب.
الرسالة الأمريكية واضحة وفق مراقبين.. لبنان تحت الضغط الدولي، وإسرائيل قد تستبيح كامل أراضيه، بما في ذلك بيروت، إذا لم يسلم حزب الله سلاحه قبل نهاية العام، ومن هنا يظهر أن صراع الأنفاق لم يعد مجرد كشف للجيش اللبناني لشبكة سرية، بل أصبح مرتبطا بأهداف استراتيجية دولية وسياسية، تدفع الجيش إلى فرض سيطرته على الجنوب كخطوة أولى لكسر شوكة الحزب.
الجيش اللبناني بدأ بالفعل ملاحقة حزب الله تحت الأرض، لكنه يعمل ضمن حدود دقيقة ومعقدة، بين الضغوط الدولية، التهديدات الإسرائيلية، وقدرة الحزب على التحرك سرا، والتركيبة الداخلية في لبنان.