في زمن تتقاذفه الأزمات وتتشظى فيه الحدود بين الكماليات والضروريات خرجت من الصين دمية صغيرة بشعر أشعث وابتسامة شريرة، لتصبح رمزًا غير متوقع للترف العاطفي العالمي.. "لابوبو" الدمية التي تشبه العفريت بمظهرها فما قصتها وكيف تحولت إلى الدمية المقاومة للتعريفات الجمركية؟
ظهرت"لابوبو" لأول مرة في الصين عام 2015 ضمن سلسلة "الوحوش"، بطريقة لا تقل عبقرية عن تصميمها حيث تم بيعها في صناديق عمياء لا تعرف ما ستجده بداخلها حتى تفتحها في مزيج من المفاجأة والتشويق..
اليوم، أصبحت هذه اللعبة ظاهرة اقتصادية وثقافية فشركة "Pop Mart" التي تصنعها، حققت أكثر من 410 ملايين دولار من مبيعات لابوبو فقط في عام 2024، لكن الأمر لا يقتصر على حجم مبيعات الشركة فحسب، بل إن معدل نموها هو الأكثر إثارة للإعجاب فقد ارتفعت إيرادات بوب مارت خارج الصين بنسبة 375.2% لتصل إلى 703 ملايين دولار في عام 2024، وقدّرت أبحاث سيتي جروب أن إيراداتها في أمريكا نمت بنسبة تتراوح بين 895% و900%.
من لوس أنجلوس إلى باريس، وصولًا إلى بانكوك، تشهد متاجر بوب مارت التقليدية طوابير انتظار طويلة، خاصةً عند طرح منتجات جديدة وما حدث مؤخرًا في بريطانيا من اشتباكات ومشاهد فوضوية.
لشراء هذه الدمية يفسر حجم الأرباح الهائلة التي تحققها الشركة، والتي اضطرت إلى توقيف المبيعات مؤقتًا في بريطانيا حفاظًا على سلامة الموظفين والزبائن.
وفي وقت تزداد فيه التوترات التجارية بين واشنطن وبكين، تحدت لابوبو التعريفات الجمركية التي وصلت إلى 145%، وصمدت في السوق الأمريكي بسعر ارتفع مؤخرًا إلى 28 دولارًا، مع وعد من الشركة بتحمّل تكاليف الرسوم حتى لا يشعر المستهلك بالفرق، مع الإشارة إلى أن بعض النماذج النادرة من لابوبو تباع بأسعار تصل إلى 1580 دولارًا.
بين المشاهير ومحبي الترندات وفي كل مكان تقريبا، فرضت لابوبو حضورها بشكل لافت بينما فسرت بعض الصحف انتشارها بوهم البساطة الذي يحاول البعض التمسك به أمام تعقيدات حياة الكبار..
