"إنهما مثل وحشين، وكل يوم يزدادان قوة"
عبارة جسدت من وجهة نظر قائلها طبيعة علاقة جمعت بين الأقوى والأغنى في العالم، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك هل ينهار هذا تحت وطأة المصالح المتضاربة ؟
أثار التقارب بين ترامب وماسك جدلًا واسعًا في الآونة الأخيرة، خاصة بعد تبرع ماسك بمبلغ 288 مليون دولار لحملة ترامب الرئاسية، وظهور ماسك على غلاف مجلة تايم جالسًا خلف المكتب الرئاسي في صورة قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إن الصورة تساوي ألف كلمة، أو بالأحرى 288 مليون دولار، وفُسرت على أنها استفزاز لترامب الذي يعاني حساسية شديدة تجاه الشخصيات التي قد تفوقه تأثيرًا.
الصحيفة تساءلت في تقريرها المطول: هل يمكن أن تستمر هذه العلاقة؟
لتأتي الإجابة بالقول، إن التاريخ الحديث مليء بأمثلة من أتباع ترامب الذين هددوا بسرقة بعض الأضواء منه ودفعوا الثمن، لكنها نقلت أيضًا عن النائب الجمهوري السابق وناقد ترامب، جو والش، قوله: "إنهما أقوى شخصين على هذا الكوكب الآن.. إنهما بحاجة ماسة إلى بعضهما بعضًا"
وبحسب الصحيفة، كان ماسك حتى الآن هو الفارق الأكبر بين ولاية ترامب الأولى كرئيس وولايته الثانية، وقد تم تعيينه رئيسًا لـ"وزارة كفاءة الحكومة" (دوغ)، وفصل الموظفين وهي مهمة نجح ماسك حتى الآن في تنفيذ تفاصيلها، كما لا يغيب عن أحد نجاحه في الضرب بسيف منصته إكس والترويج من خلالها لأجندة ترامب.
"شهر العسل لا يدوم للأبد" .. هكذا وُصف مستقبل العلاقة بينهما إذ تتراجع نسبة تأييد ماسك بسرعة، حتى بين الجمهوريين، فعلى سبيل المثال رُفعت اللافتات خارج المباني الحكومية هذا الأسبوع وقد كتب عليها "لم ينتخب أحد إيلون ماسك" بينما جعل الديمقراطيون في الكونغرس ماسك هدفهم الرئيس، متهمينه بالاستيلاء على السلطة بشكل غير قانوني.
من ناحية أخرى، فإن ماسك لا يشبه أي شخص واجهه ترامب من قبل، فثروته المقدرة بنحو 426 مليار دولار تقزم ثروة الرئيس وقد يكون من الصعب التخلص منه خاصة مع قاعدة قوة خاصة به؛ لذلك ستأتي لحظة يتصادم فيها الاثنان من وجهة نظر المؤلف والمذيع المحافظ، تشارلي سايكس الذي تساءل قائلًا كيف يحرر ترامب نفسه من وحش فرانكشتاين الذي أدخله معه في الفراش؟