لم تمضِ دقائق قليلة على بداية العام الميلادي الجديد حتى اشتعلت الجبهات الروسية الأوكرانية. بالطائرات المسيرة شنت موسكو هجوماً واسع النطاق مستهدفةً العاصمة الأوكرانية كييف ومدناً أخرى، لكن المفاجأة الكبرى كانت بانفجار إحدى المسيرات قرب منزل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي؛ مما جعل اليوم الأول من عام 2025 بدايةً مليئة بالتصعيد والتوتر بين طرفي الصراع.
وعلى الرغم من محاولات الدفاعات الجوية الأوكرانية التصدي للهجوم، فإنه ألحق أضراراً واضحة. وذكرت التقارير أن إحدى الغارات أصابت مبنى يقع بين منزل الرئيس زيلينسكي والبنك المركزي الأوكراني، كما أدت إلى حدوث أضرار جسيمة في المباني الواقعة على مقربة من منزل زيلينسكي، ما أدى لاندلاع حرائق في مناطق سكنية خاصة.
السلطات الأوكرانية حاولت نشر حالة التأهب القصوى وصدت عشرات المسيرات، إلا أن الطائرات المسيرة الروسية الكثيفة استمرت في اجتياح الأجواء، مما جعل العاصمة تحت رحمة هجمات متجددة.
لم يتوقف الهجوم على الأراضي الأوكرانية فقط، بل انتقل إلى الأراضي الروسية، فقد أعلنت السلطات الروسية عن هجوم صاروخي أوكراني على منطقة بيلوفو بمقاطعة كورسك في أول دقائق العام الجديد، وأسفر الهجوم عن بعض الأضرار المحدودة، إذ تضررت خزانة توزيع الغاز مما أدى إلى انقطاع الإمدادات لفترة قصيرة، ورغم أن الهجوم لم يسفر عن خسائر بشرية، فإن التصعيد في المنطقة يعكس عمق المواجهة المستمرة بين الطرفين.
وفي خطاب له، أكد زيلينسكي أنه لا ينتظر أن تمنحه أي جهة السلام كهدية، بل يشدد على أن أوكرانيا بحاجة إلى القوة والقدرة على كسب الاحترام العالمي، وذكر في مقطع فيديو هنأ فيه شعبه بمناسبة العام الجديد أنه لن يملّ من القتال يوماً بعد يوم لتحقيق هذه القوة.
زيلينسكي جدد ثقته في دعم الولايات المتحدة، مشيراً إلى محادثاته مع الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس المنتخب دونالد ترامب، معبّراً عن اعتقاده أن التعاون مع أمريكا سيساهم في إيقاف العدوان الروسي.
وفي إشارة إلى مسار المعركة، أكد الرئيس الأوكراني أن السلام لن يتحقق إلا بالقوة، وأن أوكرانيا هي التي تقرر مستقبَلها ولن تُجبر على التنازل أو المساومة مع موسكو، والواضح أن التصعيد على أشدّه بين كييف وموسكو.
في هذه الأوقات العصيبة، يرى خبراء ومحللون أن عام 2025 يبدو حاسماً بالنسبة للحرب الروسية الأوكرانية، إذ تزداد شراسة المواجهات وتستمر التوترات في التصاعد، خاصةً أن كييف خسرت في عام 2024، 7 أمثال المساحات التي خسرتها في 2023، ولا يبدو المشهد أفضل في 2025؛ إذ إنها مهددة بانخفاض الدعم العسكري والسياسي الأمريكي لها عندما يعود ترامب إلى الرئاسة بعد ثلاثة أسابيع.