البحر الأبيض المتوسط يشتعل.. قد يكون هذا التعبير الأدق لما تشهده مياه المتوسط هذه الأيام، حيث سجلت مراكز الرصد العالمية ارتفاعا قياسيا بدرجات حرارة مياه البحر في أغلب أنحائه، وصلت إلى حد 31 درجة مئوية....
هذه الدرجة القياسية لم يسبق أن تم تسجيل مثيل لها منذ بدء تقييد السجلات المناخية... ولكن ما الذي يعنيه ذلك...؟
إن المياه الدافئة تعتبر وقودا للعواصف، عندما تلتقي بالهواء البارد أو حتى متوسط درجة الحرارة القادم من الشمال، ما يساهم بتولد ضغط جوي منخفض، يتعمق أكثر كلما ازدادات الفوارق الحرارية....
درجات الحرارة العالية للمياه في البحر المتوسط تكون بيئة خصبة لتولد نوعا من العواصف يطلق عليه علميا "ميديكان" أو إعصار المتوسط.
هذه الأعاصير تمتاز برياحها العاتية وأمطارها الفيضانية وتهدد بالعادة أغلب الدول على سواحل المتوسط إن كان الدول العربية شمال أفريقيا كمصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب، أو دول بلاد الشام المطلة على الحوض الشرقي للمتوسط.
وكذلك عدة ول في جنوب أوروبا ستكون معرضة لهذه العواصف مثل جنوب كل من إيطاليا واليونان وتركيا وفرنسا.
ومع اقترابنا أكثر من فصل الخريف يتزايد احتمال نزول الهواء البارد نحو المتوسط، ومكان نزوله يكون مكان تشكل العاصفة، وبحسب خبراء الطقس قد يكون جنوب إيطاليا وشمال ليبيا أول المستقبلين للميديكان.
