مهما صرخت، فلا يمكن لأحد أن يسمعك هنا، في قلب خليج سان فرانسيسكو، تقع جزيرة صخرية صغيرة تحوّلت إلى أحد أشهر السجون في العالم، سجن "ألكاتراز"، أو كما يُلقب بـ"الصخرة"، هذا المكان لم يكن مجرد سجن، بل هو رمز للرعب والانضباط الحديدي، ومقبرة لأحلام الهروب.
أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أوامره لإعادة فتح وترميم السجن مجددا لاستقبال أخطر مجرمي أمريكا، وهو الذي افتُتح كسجن فيدرالي عام 1934، واستُخدم لاحتجاز أخطر المجرمين وأكثرهم تمردا، ممن لم تستطع سجون أمريكا الأخرى السيطرة عليهم، من بين أشهر نزلائه، آل كابوني، إمبراطور الجريمة المنظمة، وروبرت ستراود المعروف بـ"رجل العصافير".
ما جعل ألكاتراز فريدا ليس فقط موقعه المنعزل في جزيرة وسط المياه الباردة، بل تصميمه الأمني الصارم، فقد كان يُعرف بأنه "السجن الذي لا يمكن الفرار منه، ورغم ذلك، وُثقت محاولات هروب عديدة، أشهرها عام 1962 عندما تسلل ثلاثة سجناء من زنازينهم، لكنهم اختفوا في عرض البحر ولم يُعثر عليهم أبدا.
تم إغلاق السجن رسميا عام 1963 لأسباب تتعلق بارتفاع تكاليف التشغيل وتآكل البنية التحتية، إذ قُدرت تكلفة أعمال الترميم والصيانة اللازمة لإبقائه مفتوحا بما يتراوح بين 3 و5 ملايين دولار، هذا دون أن يشمل الرقم تكاليف التشغيل اليومية، إذ كانت تكلفة تشغيل سجن ألكاتراز أعلى بثلاث مرات تقريبا من أي سجن فيدرالي آخر، لكن ومع هذا، لم يختفِ من الذاكرة، وتحول لاحقا إلى معلم سياحي يجتذب ملايين الزوار سنويا، ومصدر إلهام لعشرات الأفلام والروايات البوليسية.
اليوم، وفي ظل تصاعد الجريمة المنظمة والمخاوف من الإرهاب، قرر ترامب إعادة فتح بوابة الجحيم، ليغدو رمزا للسيطرة الأمنية في عهد ترامب.