دون إطلاق نار ولا حتى مطاردات.. مشهدٌ لا يشبه ما اعتدناه من صدامات أو اشتباكات؛ قوات الأمن السورية بدأت حملة "هادئة" لاعتقال المقاتلين الأجانب والعرب في إدلب وحماة.
مصادر مطلعة كشفت لـ"إرم نيوز"، أن الاعتقالات تتم دون أي مقاومة ويتم نقل المعتقلين مباشرة إلى ريف اللاذقية الشمالي، حيث يُفرض عليهم نوع من "الإقامة الجبرية" في مناطق تسيطر عليها فصائل تركمانية مدعومة من تركيا..
ورغم المظهر السلمي للعملية، فإن خلف الكواليس سيناريوهات مقلقة للمستقبل القريب، أبرزها وفقًا للخبراء، أن المقاتلين طُمئنوا بأنهم لن يُسجنوا طويلاً، وأن الهدف فقط هو "إصدار هويات سورية ومنحهم الجنسية"، لكن هذا القرار كما يصفه أحد المصادر "مجنون وخطير" ويهدد بتفجير الاتفاقات الدقيقة مع أمريكا والسعودية..
فواشنطن التي تراقب كل شبر من سوريا بطائراتها وأقمارها الصناعية قد تعتبر هذه الخطوة خرقًا صريحًا يُفجّر التفاهمات ويعيد العقوبات على الفور.
لكن هناك رواية أخرى أكثر إثارة للجدل.. ما يحدث قد لا يكون بداية لتجنيس المقاتلين الأجانب بل خطة لتجميعهم بعيدًا عن الأنظار تمهيدًا لتسليمهم لاحقًا لبلدانهم أو التفاوض حول مصيرهم مع القوى الإقليمية والدولية في سيناريو قد يُخفي انفجارًا مؤجلًا.
المصادر تُجمِع على شيء واحد، وهو أن هذا الملف أشبه بقنبلة موقوتة.. فهؤلاء المقاتلون ليسوا هواة أو أفرادًا معزولين.. إنهم جماعات منظمة ومدربة، ولديهم مشروع واضح، ويتراوح عددهم بين 20 و25 ألف مقاتل ويحظون ببيئة حاضنة وأسلحة ثقيلة.
ولمن يشكك في مدى خطورتهم يكفي النظر إلى ما جرى في تدمر مؤخرًا بعد إقالة أحد قادتهم البارزين الذي يدعى "أبو دجانة" حيث وردت أنباء عن اندلاع اشتباك مسلح مع الأمن تخلله قصف مباشر بقذائف الـ"آر بي جي" على مقر رسمي.
الخلاصة يقولها محللون.. دمشق تمشي على حبل مشدود فهل تنجح في احتواء هذا الملف الخطير دون أن تفقد السيطرة أو تخسر فرصتها الذهبية.