مصادر مطلعة داخل القاعدة العسكرية في ريف اللاذقية كشفت لـ "إرم نيوز" عن لقاءات سرية جمعت ضباطاً روساً بلاجئين علويين فروا من بطش المجازر التي عصفت بالساحل السوري.
الرسالة التي حملها الضباط كانت بمثابة وعد مبطن بالقوة: "الحماية الروسية للساحل السوري قادمة لا محالة خلال شهرين فقط".
ووفقاً للمصادر داخل القاعدة، طلب الضباط من اللاجئين الذين لم تتضرر منازلهم بالعودة إليها مع ضمانات روسية بعد اتفاق مع الأمن العام بعدم التعرض لهم.. بينما عرض الروس على من فقدوا منازلهم إما الهجرة إلى موسكو لمن يرغب أو الانتظار لإعادة إعمار منازلهم في الفترة القادمة.. وبينما تبدو هذه الوعود لوهلة بوابة للتهدئة، إلا أن الأوساط المحلية تتساءل عن الخلفيات الحقيقية لهذا التحرك الروسي المكثف.
اللافت أن تحركات عسكرية كثيفة تتزايد في قاعدة حميميم حيث يتوافد عدد متزايد من طائرات الشحن العسكرية الروسية.. في الوقت ذاته تواصل موسكو تحكمها في مفاتيح القوة محققة انتصاراً دبلوماسياً عبر سيطرتها على العديد من الملفات الأمنية والعسكرية في سوريا.
مصدر عسكري سوري أكد أن ما يجري هو أكثر من مجرد إجراءات مؤقتة، إنها إشارات واضحة من موسكو أنها لن تتخلى عن نفوذها في سوريا، خاصة أنها تملك من الأوراق ما يكفي لتغيير اللعبة متى أرادت.
أما في أروقة مجلس الأمن الدولي فتُعقد اجتماعات مغلقة بطلب روسي تُنذر بما هو أكبر، خاصة أن اجتماعاً آخر سيعقد أواخر أبريل يحمل طابع التوافق الروسي الأمريكي في الملف السوري.
تقول المصادر الخاصة لـ"إرم نيوز" إن الساحل السوري قد يكون تحت الحماية الروسية الكاملة، أما الجنوب مراقب إسرائيلياً مع فتح ممر يصل حتى مناطق "قسد".. بينما الشمال تحت النفوذ التركي، فيما تبقى دمشق وحمص وإدلب بيد الحكومة المركزية.
وسط هذا السيناريو المعقد يبرز لقاء ترامب ونتنياهو الذي عكس تفاهمات قد تعزز رسم الخريطة السورية بالكامل، بينها حل الخلافات الإسرائيلية التركية حول مناطق النفوذ في سوريا.
ثمة من يقول إن الملف السوري ليس بحاجة إلى تسريبات ولا تحليلات سياسية معمقة، فالأمر واضح جداً.. فهل نحن أمام تقسيم رسمي لسوريا؟
إجابات كبرى تُرسم في الظل ربما داخل القواعد الروسية في سوريا، أو من خلف أبواب مجلس الأمن المغلقة.