في تطور مثير يكشف حجم الضغط الخانق عليه، كشفت تقارير حديثة أن قادة في حزب الله يخضعون لعمليات تجميل سرية بهدف تضليل الطائرات المسيّرة والجواسيس الذين يلاحقونهم بدقة متزايدة.
هذه الأنباء التي نقلتها صحيفة يديعوت أحرونوت تحدثت عن "عشرات" من كبار عناصر الحزب الذين لجأوا إلى عيادات في العراق وإيران ولبنان لتغيير ملامحهم بعد أن باتت صورهم وبياناتهم جزءًا من بنك أهداف تستخدمه إسرائيل في غاراتها الجوية.
المفارقة أن حزب الله الذي وقف لسنوات كتنظيم شديد الانضباط يجد نفسه الآن في معركة مع التكنولوجيا المتطورة التي جعلت الاختباء شبه مستحيل، فالحزب الذي اعتاد تنظيم المسيرات العلنية وتوثيق أفراده بات يدفع اليوم ثمن انكشافه، فقادته معروفون وجراحاتهم التجميلية قد تجبرهم على الاختفاء من الساحة تمامًا حتى لا يُكشف أمرهم مجددًا.
لكن الإرباك لا يتوقف هنا، تقول صحيفة جيروزاليم بوست، قد تؤدي هذه العمليات إلى خلق حالة من الفوضى داخل سجلات الحزب نفسه، رجل بمنصب واحد يظهر بوجهين مختلفين، هذا الارتباك الداخلي يزيد من القلق حول قدرة التنظيم على حماية كبار مسؤوليه خصوصًا بعد سلسلة الاختراقات والتفجيرات الغامضة التي استهدفت قياداته خلال السنوات الماضية.
يأتي ذلك في لحظة حساسة للغاية، فلبنان يعيش مأزقًا سياسيًا بشأن نزع سلاح الحزب، بينما تضغط واشنطن باتجاه خطوات ملموسة، وإسرائيل تواصل استهداف قياداته بلا هوادة.
وبين الوجه القديم والوجه الجديد يبدو حزب الله اليوم وكأنه يبحث عن أي مخرج حتى لو كان عبر تغيير ملامح قادته.