بثّ رسالته الأخيرة من قلب غزة المحترقة ممسكًا بميكروفونه كدرع أخير يحمي الحقيقة، لم توقفه التهديدات الإسرائيلية ولا التحريض عن الوقوف في الصفوف الأولى، ناقلا مأساة شعبه لحظة بلحظة، حتى كتب وصيته الأخيرة قبل أن يغتاله الجيش الإسرائيلي مع خمسة من زملائه.. فمن هو أنس الشريف؟ وما الأحداث التي سبقت استهدافه؟ وما كانت وصيته الأخيرة؟
بعد اغتياله، خرج الآلاف من أهالي مدينة غزة يشيعون جثمانه وسط تكبيرات ملأت أجواء الحزن والفقدان.
ولد أنس الشريف عام 1996 في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، كان من أبرز المراسلين الميدانيين الذين غطوا الحرب منذ اندلاعها في أكتوبر 2023. عرف بظهوره المتكرر في البث المباشر، من مناطق قريبة من القصف وخطوط التماس، ناقلاً مشاهد ميدانية حية.
في ديسمبر 2023، فقد والده، جمال الشريف، 65 عاما، في قصف استهدف منزل العائلة، لكن هذا الفقدان لم يوقف عزيمته، واستمر في عمله الصحفي رغم المخاطر.. الشريف كان متزوجا وله طفل وطفلة، وغالبا ما شارك صورا تجمعه بهم على حسابه في إنستغرام، ليكشف جانبا إنسانيا خلف الكاميرا.
تعرض أنس لتهديدات مستمرة له ولعائلته من قبل إسرائيل، التي اعترفت لاحقا باغتياله، مدعية أنه كان قائد خلية تابعة لحركة حماس.
نُشرت على حسابه الموثق وصية نسبت إليه قال فيها: "هذه وصيتي ورسالتي الأخيرة... إن وصلتكم كلماتي هذه، فاعلموا أن إسرائيل قد نجحت في قتلي وإسكات صوتي".
قبل دقائق من مقتله، بث الشريف تغطيته الأخيرة، موثقا تصعيد القصف على غزة قائلا "قصف لا يتوقف، منذ ساعتين... والعدوان الإسرائيلي يشتد على مدينة غزة". وختم رسالته بنداء مؤثر للعالم "لا تنسوا غزة".