ساعر: الحرب في غزة قد تنتهي غداً إذا تم إطلاق سراح جميع المحتجزين وتسليم حماس لسلاحها
حماس تُليّن موقفها.. فهل حان وقت إنهاء الحرب في غزة؟.. في واحدة من أبرز الإشارات السياسية منذ بدء الحرب، سلّمت حماس ردا محدثا على مقترح وقف إطلاق النار، وصفه الوسطاء بـ"الإيجابي" و"الأقرب إلى الواقع" مقارنة بردود سابقة.
رد يفتح نافذة أمل لكنه لا يخلو من الشروط المعقدة.. من أبرز المطالب التي تتمسك بها الحركة، إغلاق صندوق الإغاثة الأمريكي GHF، وحصر توزيع المساعدات عبر الأمم المتحدة، رغم أن الأخيرة توقفت شبه كليا عن توزيع الغذاء خلال الأسبوعين الماضيين ما فاقم الكارثة الإنسانية.
كما تطالب حماس بتعديلات جوهرية على خرائط الانسحاب الإسرائيلي، تشمل الخروج من المناطق السكنية وشارع صلاح الدين الحيوي، إضافة إلى انسحاب بعمق 800 متر من الحدود.
وتدعو كذلك إلى فتح معبر رفح في الاتجاهين، في خطوة تراها إسرائيل تهديدا أمنيا إذا لم تُعتمد آلية رقابة صارمة.
هذه المطالب تُدرس الآن في غرفة التفاوض الإسرائيلية وسط تباين داخلي حول مدى قبولها، خاصة مع التخوف من عودة حماس للسيطرة على مراكز توزيع المساعدات في مناطق نفوذها، والغموض بشأن مصير المناطق الخارجة عن سيطرتها والخاضعة للعشائر المعارضة.
لكن الأهم أن هذا التطور يتزامن مع دخول أمريكي مباشر على خط الأزمة، إذ يواصل المبعوث ستيف ويتكوف تنقلاته بالتنسيق مع كبار المسؤولين الإسرائيليين، في ما يبدو أنه مسعى جدي من واشنطن لدفع التفاوض نحو اتفاق.
ورغم ذلك تبقى الانقسامات داخل الحكومة الإسرائيلية عائقا أمام أي قرار حاسم، في ظل تعارض المواقف داخل الائتلاف الحاكم.
في جوهر المفاوضات الحالية، لا يدور الصراع حول وقف النار فحسب، بل حول صياغة توازن جديد للسلطة داخل غزة، فالمطالب الفنية كإغلاق صندوق المساعدات أو تعديل خرائط الانسحاب تحمل أبعادا سياسية..
إسرائيل تخشى ترسيخ نفوذ حماس، والحركة تسعى لتفادي خنق سياسي بعد الحرب فالمعركة الحقيقية قد تكون على شكل غزة القادمة أكثر مما هي على الميدان.