بالقُرب من البحر الأحمر وعلى بُعد أكثر من ألفي كيلومتر عن تل أبيب.. اشتعلت "مدينة الميناء" اليمنية وسط نيران غارات إسرائيلية غير مسبوقة لتُعلن بذلك مرحلة جديدة من المواجهة بين إسرائيل والحوثيين.
الحديدة تحترق والحوثي يتوعد في مشهد يعيد تشكيل خرائط الصراع في الشرق الأوسط بعد أن شنت إسرائيل هجوماً جوياً واسعاً على أهداف استراتيجية في المدينة الساحلية استهدفت خلاله أكثر من 30 طائرة منشآت حيوية بينها مصافي نفط ومحطات طاقة.. هذه الضربات جاءت في أعقاب صدمة أمنية مدوية بعدما سقط صاروخ حوثي في قلب مطار بن غوريون مخلّفاً إصابات وأضراراً في أحد أكثر المواقع حساسية داخل إسرائيل.
ورغم أن الهجوم نُفّذ بأيادٍ إسرائيلية خالصة إلا أن مصادر كشفت لموقع "أكسيوس" أن العملية جرت بتنسيق مباشر مع واشنطن في تأكيد على دخول المواجهة طوراً دولياً جديداً.
جاء الرد الحوثي سريعاً.. إذ أعلنت الجماعة أنها بصدد فرض "حصار جوي شامل" على إسرائيل مهددة بشن هجمات متكررة على المطارات الإسرائيلية وعلى رأسها مطار بن غوريون.. وصرّحت بأن هذا التصعيد يأتي رداً على ما وصفته بـ"العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة".
في المقابل اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الضربات الجوية ليست سوى أولى خطوات "سلسلة من الإجراءات الدفاعية" مؤكداً أن الرد على الهجمات الحوثية والإيرانية سيأتي في الزمان والمكان المناسبين.
لكن في الأوساط الإسرائيلية تتصاعد نبرة الغضب والوعيد بأن هذه الضربة القوية ليست الأخيرة وقد انتهى وقت اللعب.. بينما أكدت مصادر أمنية أن الجيش الإسرائيلي يستعد لرد انتقامي وشيك من جانب الحوثيين وأن الضربة لن توقف الصواريخ القادمة من اليمن.
يقول محللون إن المشهد يبدو أكثر تعقيداً وسط تحذيرات إسرائيلية من أن الحوثيين لا يزالون يطوّرون ترسانة من الصواريخ والطائرات المسيّرة رغم الحملة العسكرية الأمريكية المستمرة ضدهم.
فهل ستنجح الضربات الإسرائيلية في ردع الحوثيين..أم أن الشرق الأوسط أمام جبهة مشتعلة جديدة تعبر الحدود والمجالات الجوية؟.