النزوح أمامكم والروبوتات الفتاكة وراءكم. الجيش الإسرائيلي يستحدث تقنية جديدة لتدمير منازل الفلسطينيين في شمال قطاع غزة من خلال استخدام الروبوتات المتفجرة، وهو ما يُعتبر جزءًا من "خطة الجنرالات" لتهجير سكان المنطقة.
ويُفرض حصار كامل على شمال غزة، في ظل تصاعد الضغط الدولي لوقف هذه العمليات العسكرية. غزة التي أضحت تئن تحت وطأة القصف الإسرائيلي والحصار والترحيل.
الجيش الإسرائيلي بدأ مؤخرًا عملية عسكرية جديدة في مخيم جباليا، مع توجيه أوامر للسكان بضرورة إخلاء المخيم والنزوح نحو وسط القطاع وجنوبه عبر ممرات عسكرية، مما يثير التساؤلات حول نوايا إسرائيل الفعلية ومدى احترامها للمناطق التي يطلق عليها وصف الآمنة.
المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان اتهم الجيش الإسرائيلي باستخدام الروبوتات المحملة بأطنان من المتفجرات، مما أسفر عن دمار واسع النطاق وخسائر فادحة في الأرواح. تعتبر هذه الممارسات محظورة بموجب القانون الدولي، حيث إن الروبوتات تُعد من الأسلحة العشوائية التي تؤثر على المدنيين دون تمييز. منذ مايو الماضي، بدأ الجيش الإسرائيلي في تنفيذ هذه الاستراتيجية، والتي تهدف إلى تقليل الخسائر في صفوف قواته وإحداث أكبر قدر من الأذى بالمدنيين الفلسطينيين.
الخبراء العسكريون أشاروا إلى أن الهدف الاستراتيجي لاستخدام هذه الروبوتات هو جعل شمال غزة منطقة غير صالحة للحياة، مما يسهل السيطرة العسكرية الإسرائيلية.
ومع الأضرار الجسيمة، هناك اعتقاد بأن خطط الإجلاء لن تنجح حاليًا، وأن أي تحركات مستقبلية قد تتأخر حتى ظهور نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية.
في السياق ذاته، وصف القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان، "خطة الجنرالات" بأنها "أكثر الخطط العسكرية انحطاطًا في التاريخ الحديث". وأكد أن ما يحدث في شمال غزة، خصوصًا في مخيم جباليا، يُعد عملية إبادة جماعية مكتملة الأركان، حيث يُقصف المدنيون في بيوتهم وتُدمر البنية التحتية من شوارع ومرافق حيوية.
حمدان حذر من أن هذه الممارسات تمثل خروجًا على جميع القوانين الدولية والأعراف الإنسانية، داعيًا المجتمع الدولي إلى محاسبة إسرائيل على أفعالها.
وتستند خطة الجنرالات الإسرائيلية إلى تحويل شمال غزة إلى منطقة عسكرية، مع إجلاء حوالي 200 ألف فلسطيني إلى مناطق أخرى، مما يتيح للجيش الإسرائيلي السيطرة الكاملة على المنطقة. في خضم ذلك، تمارس الولايات المتحدة ضغوطًا على إسرائيل لثنيها عن تنفيذ هذه الخطة، لكن دون جدوى، فسياسة الأمر الواقع التي يفرضها بنيامين نتنياهو هي التي تنتصر دوما، ما يطرح تساؤلات حول فعالية هذه الضغوط في وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية.