ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يجيز فرض عقوبات على دول متواطئة في احتجاز أمريكيين "بشكل غير قانوني"
منذ بدأت الحرب في غزة لم تهدأ الخلافات بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت والتي يبدو أنها وصلت ذروتها، مؤخرًا.
يُوصف غالانت بالوزير المتشدد الذي لطالما شغل الأوساط السياسية في تل أبيب ..عرفه الكثيرون ربما للمرة الأولى، وهو يهدّد ويتوعّد، ويعلن الحصار على قطاع غزة يوم 9 من أكتوبر ، بقوله: "كل شيء مغلق .. نحن نحارب حيوانات بشرية، ونتصرف وفقًا لذلك" كلام يختصر شخصية غالانت بوصفه قائد حرب في حكومة يمينية متطرفة.
علاقة غالانت بقطاع غزة لم تبدأ في الحرب الأخيرة، بل تعود إلى سنوات مضت قاد فيها عملية عسكرية في القطاع، وكانت سببًا في بروز اسمه، وترشيحه لمناصب سياسية وعسكرية في إسرائيل.
وُلد غالانت في مدينة يافا العام 1958، لأبوين بولنديين ممن نجو من "الهولوكوست" وهاجروا إلى فلسطين في 1948.
كان والده قناصًا في الجيش الإسرائيلي، وأحد الحائزين على شهادة تفوق عسكرية..كما شارك في عملية "يوآف" العسكرية في صحراء النقب فسمّى ابنه يوآف غالانت نسبة لها.
زوجة غالانت تدعى كلودين تعرّف عليها خلال عمله العسكري، وكانت قد عملت بمنصب ضابط في سلاح البحرية، وتقاعدت برتبة مقدم .. ولهما ابن وابنتان، ويعمل ابنه وإحدى ابنتيه في القطاع العسكري أيضًا.
في 1976، انضم غالانت إلى صفوف قوات الكوماندوز في الجيش الإسرائيلي، المعروفة باسم "شيطت 13″، وعمل ضابطًا في القوات البحرية.
وعُرف عن غالانت كونه "ضابطًا بارعًا" في وحدة النخبة البحرية، التي نفّذت عمليات عسكرية عدة داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها.
وبعد تسريحه من الخدمة العسكرية الإلزامية في 1982، انتقل غالانت إلى ولاية ألاسكا الأمريكية، وقضى فترة هناك يعمل حطّابًا، ليعود بعد عامين إلى إسرائيل، ويعمل فيها قائدًا لسفينة عسكرية مقاتلة.
وفي العام 1986، عُيّن غالانت قائد سرية، ورُقّي إلى رتبة مقدم، ثم تدرج بعد ذلك سريعًا في المناصب العسكرية.
وفي العام 1997، تولّى قيادة قطاع غزة، وفي 2002 حصل على رتبة جنرال، وشغل منصب السكرتير العسكري لرئيس الوزراء الأسبق أرييل شارون
وصفه أصدقاؤه بأنه "قائد عسكري بارع، يعرف كيف يقرأ ساحة المعركة، ويحدد خريطة التهديدات، ويضع حلولًا جديدة لمواجهتها".
وبينما يعدّ غالانت متفوقًا عسكريًا، إلا أن حياته السياسية تشوبها بعض الفضائح والمشكلات، وكان نشاطه السياسي قد بدأ في يناير 2015.
وبدأ بانضمامه إلى حزب "كلنا" ثم انتُخب عضوًا في الكنيست، وعُين لاحقًا وزيرًا للإنشاءات في الحكومة الجديدة .. وفي 2019 ترك غالانت حزب "كلنا" وانضم إلى الليكود حزب حليفه نتنياهو.
وبعد تعيين غالانت وزيرًا للدفاع في 2022، أعلن نتنياهو، في 26 مارس 2023، إقالته، وذلك إثر تصريحاته المثيرة للجدل حول قضية تعديل النظام القضائي حيث طالب بتجميدها.
وفي 11 أبريل 2023، أُعيد غالانت إلى منصب وزير الدفاع، وذلك إثر الضغط الجماهيري والمظاهرات التي أعقبت استقالته.
ولطالما كان غالانت أحد أكبر الداعمين للاستيطان في الضفة الغربية، والقائلين بضرورة التوغل الإسرائيلي في قطاع غزة.
وبعد هجوم السابع من أكتوبر 2023 أطلق غالانت عملية "السيوف الحديدية" التي توعّد بأن تكون الأخيرة في قطاع غزة.
وبينما تستمر المعارك على الأرض.. حكومة الحرب الإسرائيلية انفجرت فعلاً بسبب الأزمة المتصاعدة بين الحليفين القديمين بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت.