أصبح الفرح اليوم خاضعًا للرقابة؛ ففي موريتانيا تحوّل التعبير عن السعادة إلى ما يشبه الجريمة، ليس بسبب العنف، بل لأن الأوراق النقدية تتطاير.
أصدرت السلطات قرارًا يمنع رمي النقود في الأعراس، أو ما يُعرف محليًا بـ“الزرگ”، معتبرة أنّه مخالف للقانون والشريعة، ومؤكدة أن العقوبات ستكون صارمة.
أثار القرار جدلًا واسعًا، فبعض الفنانين عدّوه تقييدًا للتقاليد، فيما أيّده آخرون معتبرين أن العادة تقلّل من قيمة الفن. لكن السؤال الأعمق: لماذا صار الفرح مراقبًا؟
كان “الزرگ” يومًا رمزًا للكرم، وأصبح اليوم مجرّد استعراض. صرنا نبحث عن الظهور لا عن الفرح، نحسب كلّ تفصيل، ونمارس البذخ رغبة في أن نبدو لا أن نكون. المشكلة ليست في المال، بل في النوايا.