الجيش الإسرائيلي: استعدنا خلال "عربات جدعون" 10 جثامين لإسرائيليين كانوا محتجزين في غزة
صفقة ألاسكا المفاجِئة التي تجمع دونالد ترامب وفلاديمير بوتين في لقاء لم يُعلن عنه مسبقًا، تثير قلقًا أوروبيًّا عميقًا، وربما تثير أيضًا ذعرًا سياسيًّا واضحًا.. فما حقيقة هذه الصفقة؟ وهل ستُهمَّش أوروبا فعلًا، وتُترك على هامش التاريخ الدولي؟
أوروبا التي طالما كانت مركز القرار العالمي، اليوم تواجه احتمالًا مقلقًا.. أن تُترك في الظل، بينما يعيد زعيمان قويان رسم قواعد اللعبة في ألاسكا.
هذا القلق ليس من فراغ، فالتوترات التي تحيط بالقمة تظهر جليًّا في التخوف من أن بوتين قد يستغل اللقاء ليُحدث شرخًا "جراحيًّا" في تحالف الأطلسي، وربما يحصل على مكاسب إستراتيجية في أوكرانيا، دون مشاركة فعلية لأوروبا في صنع القرار.
هذا ليس مجرد تخوف دبلوماسي، بل هو انعكاس لواقع أوروبي هش وفق مراقبين، لا توجد رؤية إستراتيجية مستقلة تُضاهي تأثير أمريكا وروسيا.
الأوروبيون يركبون قطار تقلبات ترامب العنيف، بين تفاهمات ومواقف مفاجِئة، دون قدرة حقيقية على التأثير، وهذا الضعف يتجلى في تصريحات المسؤولين الأوروبيين.
بينما يتداول بوتين مطالب صلبة للانسحاب الأوكراني من مناطق إستراتيجية، مثل: دونيتسك، لا تتوفر معلومات واضحة عن التنازلات التي قد يقدمها ترامب، وهذا الغموض يعمق شعور أوروبا بأنها خارج المعادلة، خاصة مع غياب دعم أمريكي واضح لمبدأ عدم تغيير الحدود بالقوة، وهو المبدأ الذي تتشبث به أوروبا بقوة.
الصفقة المنتظرة، وفق مراقبين، قد تعني إعادة صياغة جيوسياسية للقارة، حيث تُفرض تسويات على الأرض لا تشمل إلا اللاعبين الرئيسِين، تاركة أوروبا تواجه تحديات أمنية وسياسية جديدة، دون تأثير حقيقي.
وإذا كان ترامب يسعى لـ "نوبل للسلام" من خلال تسوية في أوكرانيا فالثمن الذي قد تدفعه أوروبا، هو هويتها الإستراتيجية، وربما استقلالها السياسي.
صفقة ألاسكا ليست مجرد لقاء عادي بين قيادتين، بل هي اختبار حقيقي لمكانة أوروبا في النظام العالمي الجديد.. فهل ستقف أوروبا قوية كشريك أصيل؟ أو ستكتفي بدور المشاهد، بينما يعاد رسم خريطة القوة بين ترامب وبوتين؟.