logo
قناة بنما
فيديو

قناة بنما.. الشريان الذي أشعل صراع النفوذ بين ترامب والعالم

25 ديسمبر 2024، 6:19 ص

في خطوة أثارت زوبعة دبلوماسية.. لوّح الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بإعادة السيطرة الأميركية على قناة بنما.. هذا الشريان الحيوي الذي يربط بين المحيطين الأطلسي والهادئ.. فما هي قناة بنما ولماذا تكتسب كل هذا الاهتمام؟
قناةٌ اختصرت العالم بطولها الممتد لـ82 كيلومترًا، فهي ليست مجرد ممر مائي بل حلقة وصل رئيسة تختصر 8 آلاف ميل من رحلة السفن بين لوس أنجلوس ونيويورك، مقارنة بالالتفاف حول رأس "تييرا ديل فويغو" الجليدي في أقصى جنوب أميركا اللاتينية.. هذا الإنجاز الهندسي ينقل السفن عبر بحيرة "غاتون" التي ترتفع 26 مترًا عن سطح البحر باستخدام نظام الأهوسة الذكي، لكنه يستهلك كميات هائلة من المياه العذبة تصل إلى 200 مليون لتر لكل عبور.
بدأت فكرة قناة بنما منذ القرن السادس عشر، لكنها لم تجد طريقها إلى التنفيذ إلا في أواخر القرن التاسع عشر على يد مهندسين فرنسيين، ورغم الآمال العريضة أفشلت الأمراض والحوادث المشروع الفرنسي الذي حصد أرواح 22 ألف عامل.
الولايات المتحدة بعيونها الطامحة للسيطرة دعمت استقلال بنما عن كولومبيا عام 1903 لتؤمن حق بناء القناة وتشغيلها.. دفعت واشنطن مبالغ زهيدة مقابل هذا الإنجاز الجغرافي، لكن البنميين رأوا الاتفاقية صفقة غير عادلة وانتهاكاً لسيادتهم.
التوترات بشأن القناة ظلت تختمر لعقود لتصل إلى ذروتها في السبعينيات حين وقّع الرئيس الأمريكي جيمي كارتر اتفاقية مع الزعيم البنمي عمر توريخوس ضمِنت لبنما السيطرة الكاملة على القناة بدءاً من عام 1999.. ومنذ ذلك الحين أصبحت القناة رمزًا للسيادة البنمية، ومصدر دخل أساسيًّا للبلاد.
ما أشعل الأزمة مؤخرًا هو تصريح ترامب بأن رسوم القناة باهظة وتصب في مصلحة أطراف مثل الصين.. فقد أشار إلى أن شركة تابعة لهونغ كونغ تدير ميناءين قريبين من القناة، محذرًا: "إذا لم تلتزم بنما بالشروط الأخلاقية والقانونية سنستعيد القناة فورًا".
وعلى عجل، الرئيس البنمي جوسيه مولينو لم يتوانَ عن الرد على تهديد ترامب، مؤكدًا أن القناة ملك لبنما بالكامل وأن سيادتها واستقلالها غير قابلين للمساومة.. وأوضح أن رسوم العبور تُحدد بعناية لتمويل تطوير القناة التي توسعت عام 2016 لتواكب التجارة العالمية.
وفي ظل تغيّر المناخ الذي يهدد مستويات المياه والنفوذ الدولي المتزايد، تبقى قناة بنما ساحة تنافس دولي،    ورمز سيادةٍ وتوازنٍ في التجارة العالمية أيضًا.. فهل يمكن أن تتحول تهديدات ترامب إلى حقيقة؟ أو أن بنما ستظل حارسة لهذا الإرث الهندسي الفريد؟

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC