في خطوة غير مسبوقة، كشفت القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي عن اختتام واحدة من أكبر وأخطر المناورات العسكرية التي شهدتها مرتفعات الجولان منذ اندلاع حرب 7 أكتوبر.. المناورة التي جرت بسرية تامة جاءت لمحاكاة السيناريو الأضخم على الإطلاق، وهو غزو مفاجئ من آلاف المقاتلين المدعومين من إيران ينطلقون من سوريا ويقتحمون الجولان بقوة السلاح والنار.
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" فقد صُممت المناورة لتجسيد كابوس أمني معقّد يتضمن سقوط رهائن ودمارًا واسعًا ومئات الجرحى وانهيار منظومة الاستقرار في الشمال.
الهجوم المفترض لم يكن تقليدياً بل مركباً يشمل صواريخ وقذائف واقتحامات برية متزامنة من عدة جبهات، في إطار خطة تعتبرها إسرائيل التهديد الأكبر لوجودها، وفقاً للصحيفة.
الجيش الإسرائيلي الذي خاض هذه المحاكاة المكثفة على مدى يومين اختبر خلالها جاهزية منظومات الدفاع وفاعلية 9 مواقع عسكرية جديدة أنشأها داخل الأراضي السورية.. وهذه المواقع التي يتمركز فيها مئات الجنود تؤدي دوراً مفصلياً في كسب الوقت لحين وصول التعزيزات وشن الهجوم المضاد.
لكن المفاجأة لا تتوقف عند التمرين العسكري.. إذ تشير التقارير إلى وجود اتصالات منتظمة بين إسرائيل و"النظام السوري الجديد" الذي يطالب بانسحاب القوات الإسرائيلية من تلك المواقع كشرط لاستئناف اتفاق وقف إطلاق النار الذي انهار بسقوط نظام الأسد.
هذه المواقع تحمل بعداً سياسياً حساساً، إذ تطالب دمشق بانسحاب الجيش الإسرائيلي منها، وهو شرط لإحياء اتفاق وقف إطلاق النار التاريخي.
وبينما تستمر الاتصالات بين الجانبين دون اختراق دبلوماسي، تؤكد القيادة الشمالية أن هذه القواعد تمنح الجيش أفضلية استراتيجية حاسمة تحمي الجبهة الشمالية وتُجبر المهاجمين على التراجع وسط حالة تأهب قصوى لا تعرف الاسترخاء.
