logo
مطار بن غوريون
فيديو

ضربة بن غوريون تربك إسرائيل.. هل أخطأت في تقديرها للحوثيين؟ (فيديو إرم)

05 مايو 2025، 12:34 م

لم يكن الصاروخ الحوثي الذي ضرب محيط مطار بن غوريون مجرد هجوم عابر. لقد كان إعلانًا صاخبًا عن انتقال الحوثيين من ساحة البحر الأحمر إلى قلب الصراع الإقليمي، وتدشينًا لمرحلة جديدة من الاشتباك المباشر مع إسرائيل.
فمنذ 7 أكتوبر، تعيش الأخيرة تحت وطأة حرب معقدة وممتدة، غير أن الهجوم الحوثي الأخير شكل ضربة استراتيجية من نوع آخر. أولًا لأنها وصلت إلى قلب مطارها المدني الأكبر، وثانيًا لأنها كشفت ثغرات حقيقية في منظومتها الدفاعية، إذ فشلت صواريخ "حيتس" الإسرائيلية و"ثاد" الأمريكية، رغم تفوقهما التقني، في التصدي للهجوم.
إسرائيل، التي لطالما اعتبرت نفسها صاحبة اليد الطولى في ردع الجماعات المسلحة في المنطقة، تواجه اليوم واقعًا مقلقًا: فهذا الإخفاق التقني لا يُقاس فقط بالأضرار الميدانية، بل بما يحمله من ارتدادات نفسية وأمنية داخل الشارع الإسرائيلي وخارجه، وفتح باب الشك في جدوى الاعتماد الكلي على المنظومات التقنية وحدها لدرء المخاطر المتصاعدة.
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لم يتأخر في الرد. اتهم إيران مباشرة، وهدد بردّ قد لا يبقى داخل حدود اليمن. تغريدة قديمة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعادها إلى الواجهة: "أي صاروخ حوثي.. هو صاروخ إيراني".
الردّ الأمريكي جاء سريعًا عبر أكثر من 50 غارة، لكن الفعالية على الأرض كانت محدودة. فاليمن، كما يقول الخبراء، "هدف معقد، وكهوف الحوثيين ليست مرئية من السماء".
من ناحية التوقيت، يرى المراقبون أن الهجوم الحوثي جاء في ذروة الضغط الإسرائيلي على قطاع غزة، كأنه يقول بلغة النار: ما يحدث في غزة لن يبقى في غزة. وهو أيضًا يحمل رسالة إقليمية مزدوجة: لطهران بأنها لا تزال تمسك بخيوط التصعيد من صنعاء إلى الجنوب اللبناني، ولواشنطن بأن كل حساباتها في المنطقة قابلة لإعادة الخلط في أي لحظة.
إيران، وإن غابت عن مشهد التصريحات، فحاضرة بكل ثقلها في خلفية الصورة. الصاروخ الذي ضرب إسرائيل، بحسب تقارير إسرائيلية، إيراني المنشأ، دقيق في إصابته، ويتجاوز قدرات الحوثيين الذاتية. 
ومع الحديث عن "رد إسرائيلي محتمل" و"تنسيق مع واشنطن"، يبدو أن تل أبيب لا تبحث عن انتقام لحظي، بل عن معادلة جديدة للردع، ربما تمتد إلى طهران ذاتها، في حال أُتيحت لها التغطية السياسية والدولية.
في المحصلة، أطلق الحوثيون صاروخًا على مطار، لكنهم في الواقع أصابوا نظرية الأمن الإسرائيلي في عمقها. 
أما الرد الإسرائيلي، فسيحدد إن كانت هذه الضربة محطة عابرة، أم بداية لحرب أكبر تتشكل في الأفق.
العين الآن على السماء ولكن المعركة المقبلة، قد تكون على الأرض.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC