في الوقت الذي تتصاعد فيه النيران على الجبهة الأوكرانية، تتكثف الحسابات في واشنطن وبروكسل.
صواريخ "باتريوت"، التي كانت حتى وقت قريب خيارًا مستبعدًا، أصبحت الآن مطروحة بقوة، في مؤشر على تصعيد محسوب، وربما تمهيد لصراع طويل الأمد.
تدرس الولايات المتحدة تزويد كييف بهذه المنظومة الدفاعية المتقدمة، في خطوة تحمل أبعادًا تتجاوز الشأن العسكري؛ إنها رسالة واضحة: دعم غير مشروط لأوكرانيا، وردع مباشر لروسيا.
في المقابل، صمت روسي ينطوي على تحدٍ، وغرب يعيد ترتيب أولوياته الأمنية تحت ضغط التهديدات.
أما أوكرانيا، فتقف في قلب العاصفة، تخوض حربًا بالنيابة عن معسكر كامل يرى فيها خط الدفاع الأخير عن النظام الدولي القائم.
تزامن هذا التصعيد مع قمة أوروبية في بروكسل، ناقش فيها القادة توسيع العقوبات ضد موسكو وزيادة الإنفاق العسكري إلى 5% من الناتج المحلي، في تحول غير مسبوق.
في المقابل، أبدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لهجة أكثر واقعية، واصفًا بوتين بـ"الشريك الأصعب"، ومقرًا بصعوبة تحقيق السلام دون ضغوط حقيقية.
التحول الأوروبي الأخير نحو تعزيز الدفاع والاعتماد الذاتي قد يعكس تراجع الثقة بالمظلة الأمريكية، ويؤشر إلى شعور متزايد بأن الخطر الروسي بات قريبًا جدًا.
في هذا السياق، يواصل الناتو تعزيز وجوده في الجبهة الشرقية، خصوصًا في رومانيا والمجر، في إطار استراتيجية تقوم على الاستنزاف لا المواجهة المباشرة، ودعم محسوب لكييف يهدف إلى ترسيخ معادلة "لا غالب ولا مغلوب".