سلسلة غارات إسرائيلية تستهدف مدينة غزة
لم تعد الحرب بين إيران وإسرائيل تدور في السماء وعلى الأرض فقط، بل تسللت إلى المختبرات والمراكز البحثية، إلى الأدمغة والمكان الذي يولد فيه السلاح قبل أن يُطلق.
فجرًا، نفذت إسرائيل ضربة دقيقة استهدفت مركز أبحاث وتطوير مرتبطًا بالمشروع النووي الإيراني في قلب طهران، مؤكدة أن الضربة كانت دقيقة وتهدف إلى شل قدرات إيران العلمية قبل العسكرية.
الهدف ليس مجرد مبنى، بل هو الرمز، والرسالة..
وإذا كان السلاح يُصنع في العقول، فالعقول صارت هدفًا مشروعًا، وفي المقابل، لم تتأخر طهران كثيرًا في الرد.. صاروخ إيراني سقط على مبنى لشركة تكنولوجية في بئر السبع جنوب إسرائيل.. ليس موقعًا عسكريًا، ولا قاعدة جوية، بل شركة تعمل في مجال الابتكار الإلكتروني.
ما يحدث هنا، وفق مراقبين، يتجاوز الردع العسكري، إنها معركة على الموارد الذهنية، والقدرات الهندسية، والعقول التي تطور ما لا تستطيع الجيوش هزيمته بسهولة.
ضرب مراكز الأبحاث هو رسالة مزدوجة.. الأولى إلى الداخل الإيراني، أن مشروعها النووي مكشوف ومخترق، والثانية إلى العالم، بأن إسرائيل مستعدة لتجاوز الخطوط الحمراء، حتى تلك التي تمس الأصول العلمية.
أما إيران، فردّت بما يفوق العادة.. ليس مجرد صاروخ على موقع عسكري، بل على شركة تكنولوجية تمثل عصب الابتكار المدني والعسكري في آنٍ واحد، في منطقة بئر السبع جنوبًا.
هذه ليست حرب طائرات أو صواريخ فقط، بل حرب الجيل الجديد.. جيل تتحكم فيه خوارزميات الذكاء الاصطناعي، وينتصر فيه من يمتلك العقول لا المدافع.
إسرائيل وإيران لا تكتفيان بضرب الجيوش، بل تحاول كل منهما أن تضرب "عقل" الأخرى، وهو ما فعلته إسرائيل أيضًا عبر اغتيال الأدمغة النووية الإيرانية.