logo
"رسائل صاروخية مشفرة".. هل تغيّرت قواعد الاشتباك في سوريا؟
فيديو

"رسائل صاروخية مشفرة".. هل تغيّرت قواعد الاشتباك في سوريا؟

03 مايو 2025، 2:21 م

هل نحن أمام تغيير فعلي في قواعد الاشتباك داخل سوريا؟ أم أن ما جرى ليس أكثر من جولة جديدة في حرب الرسائل بين تل أبيب ودمشق؟

فجر السبت، اهتزّت الأرض تحت أقدام السوريين.. أكثر من 20 غارة إسرائيلية في ليلة واحدة استهدفت مواقع عسكرية في دمشق وريفها، درعا، حماة.. غارات وُصفت بأنها الأعنف منذ بداية العام، لكنها لم تكن مجرد تصعيد عابر.

أخبار ذات علاقة

غارات جوية على سوريا

"العمليات متواصلة".. الجيش الإسرائيلي يكشف خفايا الغارات على سوريا

 الضربات جاءت في توقيت مفصلي، تزامنت مع اشتباكات داخلية دامية شهدتها مناطق مثل جرمانا وأشرفية صحنايا، وأسفرت عن قتل أكثر من 100 شخص، بينهم مدنيون من الطائفة الدرزية، في أحداث أثارت قلقا دوليا واسعا من انزلاق البلاد نحو مواجهات طائفية تُهدد ما تبقى من التماسك الاجتماعي في سوريا.

إسرائيل هنا لا ترسل صواريخ فقط.. بل ترسم حدودا جديدة لما تسميه سياسة الردع المستدامة، فالغارات لم تعد مجرد ردود تكتيكية على تهديدات عابرة، بل أصبحت نمطا عملياتيا دائما، يهدف إلى شلّ أي بنية عسكرية، أو حتى سياسية، يمكن أن تعيد خلط الأوراق في سوريا.

أخبار ذات علاقة

القصر الجمهوري في دمشق

الدروز وجنوب سوريا.. هل تجاوز الشرع "الخطوط الحمراء" لإسرائيل؟

 لكن الجديد هذه المرة أن النار لم تأتِ فقط من الجو، بل اشتعلت من الداخل أيضا. الاشتباكات، والتحريض الطائفي، والتوتر في الجنوب، كلها عناصر تُربك المشهد وتفتح جبهات متداخلة، تُضعف قدرة دمشق على لملمة الجبهة الداخلية، وهنا تتضح الاستراتيجية الإسرائيلية، ففي الوقت الذي تشتعل فيه السويداء على وقع اضطرابات داخلية، ترفع إسرائيل شعار "حماية الدروز" لتبرير غاراتها، وكأنها تعلن نفسها ضامنا إقليميا لأقلية دينية.

فالجنوب السوري اليوم وفق مراقبين، ليس فقط منطقة رخوة أمنيا، بل أيضا ساحة نفوذ سياسي يجري تشكيله بهدوء، واللقاء المفاجئ بين وليد جنبلاط وأحمد الشرع في دمشق لم يمرّ دون أن يُقرأ إسرائيليا كتحرك مقلق قد يعيد رسم خطوط النفوذ الطائفي والسياسي، وهو ما دفع تل أبيب للرد من الجو، وبقوة.

أخبار ذات علاقة

عناصر أمن سوريون في السويداء

بين جنبلاط وطريف.. أزمة دروز سوريا "تتعقد" وسط النيران

 كثافة الضربات، وتوزعها الجغرافي، وطبيعة المواقع المستهدفة، تشير إلى تحول في قواعد اللعبة.. تل أبيب وفق المراقبين، تستغل انشغال دمشق بصراعاتها الداخلية، وتضغط عسكريا لفرض سقف جديد للردع، وتوجيه رسالة واضحة: أي محاولة لإعادة ترتيب الداخل السوري سواء ميدانيا أو سياسيا  خارج إرادتنا، ستُقابل بالقصف.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC