هل اقترب الحلّ في الملف النووي الإيراني؟
سؤال يعصف بكواليس السياسة الدولية، ويبدو أن الإجابة عليه بدأت تكتب في جلسات مغلقة ومفاوضات مرهقة بين طهران وواشنطن.. لكن المفاجآت هذه المرة جاءت من الطرفين.
للمرة الأولى منذ انطلاق المحادثات النووية الأخيرة، سلم المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف مقترحا مكتوبا إلى الوفد الإيراني..
خطوة وُصفت بـ"النادرة" والأكثر جدية منذ سنوات، حملها وزير الخارجية عباس عراقجي بنفسه إلى طهران، حيث يناقشها الآن كبار المسؤولين وعلى رأسهم المرشد علي خامنئي.
المقترح الأمريكي يطالب بحد صارم لتخصيب اليورانيوم، وتخلي إيران عن مخزوناتها من اليورانيوم عالي التخصيب، مقابل رفع كامل وفوري للعقوبات.
لكن المفاجأة جاءت من طهران أيضا، حيث أعلن علي شمخاني، مستشار خامنئي، ولأول مرة وبصراحة، استعداد إيران لتوقيع اتفاق يقضي بالتخلي عن كل ما قد يُفسّر بأنه طموح نووي عسكري، مقابل ما وصفه بـ"حياة اقتصادية كريمة".
ترامب من جهته وصف المقترح بأنه "غصن زيتون"، لكنه حذّر قائلاً: "هذا العرض لن يدوم إلى الأبد.. نريد اتفاقًا، لا حربًا، لكننا لن نسمح لإيران أبدا بامتلاك السلاح النووي".
وفي ظل هذا التبادل الدبلوماسي غير المسبوق، تجري الولايات المتحدة مفاوضات "جادة جدًا" حسب وصف ترامب، بينما يتحرك الأوروبيون بشكل متسارع للضغط على طهران عبر التهديد بإعادة تفعيل العقوبات القديمة إذا لم يُوقع اتفاق جديد بحلول أغسطس.
الملف النووي الإيراني يقف اليوم على مفترق طرق.. فإما توقيع تاريخي يعيد ترتيب أوراق الشرق الأوسط، أو انفجار مفاجئ يعيد عقارب الساعة إلى الوراء..
لكن السؤال الذي لا يزال معلقا.. هل ستقبل إيران حقا بدفن مشروعها النووي مقابل وعود اقتصادية؟ أم أن ما يجري ليس سوى مسرحية سياسية قبل ضربة محتملة؟