صوت لا يعلو لكنه لا يُنسى، ووجه مألوف في كل بيت مصري، ترك خلفه إرثًا من الاحترام، والحضور الصادق.. لطفي لبيب الفنان الذي لم يسعَ للبطولة لكنه كان دائمًا في قلب المشهد.
بعد مسيرة فنية امتدت لأكثر من أربعة عقود، قدّم خلالها مئات الأدوار التي جمعت بين خفة الظل والاحتراف الحقيقي، رحل لطفي لبيب عن عمر ناهز 77 عامًا.
وُلد الفنان الراحل عام 1947 في محافظة بني سويف، وبدأ مشواره الفني متأخرًا نسبيًا بعد تخرّجه في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1981، لكن تأخره لم يمنعه من أن يصبح واحدًا من أبرز وجوه الشاشة المصرية.
شارك في أكثر من 300 عمل فني بين السينما والتلفزيون والمسرح، وتميّز بتقديمه شخصيات اعتيادية بعمق خاص، جعل الجمهور يشعر وكأنه يعرفه شخصيًا، ومن أبرز أعماله أفلام مثل عسل أسود، وطباخ الريس.
بعيدًا عن الأضواء، كان لطفي لبيب كاتبًا أيضًا، إذ أصدر كتابًا بعنوان "الكتيبة 26" يحكي فيه عن فترة تجنيده في حرب أكتوبر.
في السنوات الأخيرة، قلّل من ظهوره الفني بسبب مشكلات صحية، لكنه ظل محبوبًا وحاضرًا في ذاكرة الجمهور.
ردود الفعل على وفاته كشفت حجم المحبة التي نالها، محمد هنيدي كتب: "رحيل أستاذنا لطفي لبيب وجع حقيقي.. كان قيمة فنية وإنسانية، أما أحمد حلمي كتب: "رحم الله الفنان الجميل اللي علمنا الهدوء والبساطة، أما يسرا فقالت: "خسارة كبيرة لفنان وإنسان لا يتكرر".
برحيله، فقد الوسط الفني المصري أحد أعمدته الهادئة، فنان لم يكن بحاجة للبطولة المطلقة كي يترك أثرًا لا يُنسى.