بين طموحات أوروبا الأمنية والتوترات المتصاعدة مع إسرائيل تبدو خطة "درع السماء" على المحك.. هذه المبادرة التي تقودها ألمانيا و تهدف إلى بناء قبة دفاعية هائلة تمتد من تركيا إلى فنلندا
صحيفة التلغراف البريطانية كشفت أن خطة "درع السماء" تواجه خطر الانهيار بسبب تصاعد الغضب الأوروبي من استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة.
المبادرة التي وُصفت بأنها أضخم حملة إعادة تسليح تشهدها القارة منذ عقود تهدف إلى إنشاء مظلة دفاعية في وجه روسيا.. وتعتمد على أنظمة "أيريس-تي" الألمانية و"باتريوت" الأمريكية لكن جوهرتها المفترضة هي صواريخ "حيتس 3" الإسرائيلية أول نظام في العالم قادر على اعتراض الصواريخ الأسرع من الصوت خارج الغلاف الجوي.. غير أن تورطه الإسرائيلي جعل المشروع محاصراً بالسياسة قبل أن يبدأ.
إسرائيل تملك حق النقض على تصدير "حيتس 3" ما يمنحها ورقة ضغط قوية على برلين وشركائها.. وفي ظل تجميد صادرات السلاح الأوروبي إلى تل أبيب واتهامات من قادة أوروبيين مثل المستشار الألماني فريدريش ميرتس لإسرائيل بـ"صناعة مجاعة" في غزة يبدو أن تل أبيب قد ترد بتجميد تصدير الصواريخ التي تُعد أساس "درع السماء".
الأزمة تأتي في وقت حساس للغاية إذ اخترقت عشرات الطائرات الروسية بدون طيار المجال الجوي البولندي مؤخراً ما دفع مقاتلات الناتو للتحرك لأول مرة في تاريخه للدفاع عن أراضيه.. بالنسبة لمانفريد ويبر زعيم حزب الشعب الأوروبي فإن الحل الوحيد هو تعاون أوروبي شامل لبناء درع يمتد "من فنلندا إلى اليونان" مستقل نسبياً عن واشنطن.
و هكذا يقف الأوروبيون أمام معضلة.. هل يضحّون بتحالفهم الدفاعي الطموح لأجل خلافهم السياسي مع إسرائيل؟ أم يواصلون الرهان على شراكة قد تنكسر في أي لحظة؟ المشروع الذي وُلد لمواجهة موسكو قد يسقط ضحية حرب غزة.