في واحدة من أكثر العمليات تعقيدا في تاريخ الصراع الإسرائيلي الإيراني، تكشف صحيفة "هآرتس" العبرية عن ترسانة الأسلحة والتقنيات المتطورة التي استخدمتها إسرائيل في ضرباتها الأخيرة داخل إيران.
العملية لم تكن مجرد قصف جوي تقليدي، بل كانت ضربة مركّبة، جمعت بين المخابرات، وسلاح الجو، والتكنولوجيا المتقدمة، وحتى القوات الخاصة التابعة للموساد، التي يُقال إنها أنشأت قواعد سرية داخل إيران.
الهجوم بدأ باستهداف بطاريات الدفاع الجوي ومنصات الصواريخ الإيرانية، باستخدام طائرات مسيّرة انتحارية، وصواريخ دقيقة التوجيه من نوع "سبايك"، بعضها أُطلق من مسافة قريبة جدا داخل الأراضي الإيرانية، ولم تكن هذه سوى البداية.
الضربة الكبرى جاءت من الجو.. طائرات إف-16 إسرائيلية ظهرت مزوّدة بأربع قنابل ذكية من طراز GBU-39/B، قادرة على اختراق متر كامل من الخرسانة المسلحة، والانزلاق نحو أهدافها لمسافة تتجاوز 100 كيلومتر.
لكن المفاجأة الكبرى، استخدام صواريخ باليستية تُطلق من الجو، تُشبه صواريخ "العصفور الأزرق" و"روكس" التي تطورها شركة "رافائيل"، ويُعتقد أنها تملك قدرة اختراق تصل إلى ثلاثة أمتار في الأهداف المُحصنة.
الصور المسربة تُظهر استخدام طائرات استطلاع من طراز "هيرون" تحلّق على ارتفاع منخفض، وتسببت بخلل واضح في منظومة الدفاع الجوي الإيرانية.
المثير أن بعض المصادر أشارت إلى وجود طائرات شحن من نوع "هيركوليس" عبرت الأجواء السورية شرقا، يُرجح أنها كانت تُستخدم لنقل قوات كوماندوز أو كجزء من خطط الطوارئ لعمليات الإنقاذ.
صحيفة هآرتس كشفت أيضًا أن نتنياهو أجّل لسنوات تنفيذ هذه القدرة بعيدة المدى التي قد تغيّر موازين المواجهة مع إيران، قبل أن تُستخدم أخيرا وبقوة.
