قصفت إسرائيل، اليوم الجمعة، مناطق في الجنوب اللبناني، وذلك للمرة الأولى منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، بين ميليشيا "حزب الله" والجيش الإسرائيلي.
يأتي ذلك بعد تحذير إسرائيلي شديد اللهجة وتهديد بقصف الضاحية الجنوبية في لبنان، وتوجيهات بإخلاء المباني تشبه في صيغتها شهور الحرب قبل هدنة الجنوب اللبناني..
وعلى الرغم من أن إسرائيل لم تتوقف عن ما أسمته استهدافًا لمقرات ومواقع حزب الله في بعض القرى رغم الهدنة، وبشكل شبه يومي طيلة الأسابيع الماضية، إلا أن ما أشعل شرارة التصعيد الأخير كانت ضربات وُجهت نحو مستوطنات إسرائيلية في الجليل، حيث ضُربت بقذيفتين، ما أدى إلى استنفار إسرائيلي وتحذيرات متتالية.
كما أن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، توجه بسهام نقده للسلطات اللبنانية مباشرة محملًا إياها مسؤولية أي انتهاكات جنوبًا، ومهددًا بأن لا هدوء في بيروت إذا لم يهدأ الجليل.
ويقول مراقبون إن نتنياهو نقل سياسة افتعال الذرائع من غزة إلى لبنان، وهو يسعى لإعادة استئناف الحرب في الضاحية على غرار غزة، بما يخدم إطالة أمد وجوده في الحكومة الإسرائيلية، ويعزز استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية على لبنان، لا سيما أنه ومنذ توقيع اتفاق وقف النار بين إسرائيل والسلطات اللبنانية برعاية أمريكية فرنسية في 27 نوفمبر 2024.
نفذت القوات الإسرائيلية العديد من الغارات على مواقع في لبنان، بحجة استهداف مواقع لحزب الله، فضلًا عن أن الجيش الإسرائيلي لا زال يثبت 5 من نقاطه في مواقع لبنانية جنوبية، ضاربًا بعرض الحائط بنود الاتفاق التي تتضمن الانسحاب الكامل.
هو اختبار حاسم للحكومة اللبنانية الجديدة، التي ناشدت المجتمع الدولي أكثر من مرة من أجل وضع حد للانتهاكات الإسرائيلية المتكررة، التي قد تعيد فتح جبهة الحرب في الجنوب اللبناني مجددًا.