ترامب: حذرت حماس من عواقب عدم قبول اتفاق وهذا تحذيري الأخير
في وقتٍ تشهد فيه الأراضي الفلسطينية تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق، حذَّر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، من تداعيات السياسات الإسرائيلية التي وصفها بأنها تشكل إبادة جماعية وتجويعًا للسكان في قطاع غزة.
ووفقًا للتصريحات التي أدلى بها أبو ردينة، فإن السلطات الإسرائيلية تقوم بإنشاء مناطق عازلة في شمال غزة، وهو ما يهدف إلى دفع الفلسطينيين نحو التهجير القسري.
وحمَّل أبو ردينة الولايات المتحدة مسؤولية دعم هذه السياسات من خلال صمتها المتواصل، وتقديم الدعم المالي والعسكري لإسرائيل، مما شجَّع الأخيرة على الاستمرار في هذه الانتهاكات.
وأشار المسؤول الفلسطيني إلى أن هذا الدعم الأمريكي قد جعل إسرائيل تتحدى القرارات الدولية، بما في ذلك قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2735، الذي يطالب بوقف إطلاق النار، وإنهاء الاحتلال.
وتأتي هذه التصريحات بعد تجديد وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، دعوته لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، معتبرًا أن هناك "فرصة تاريخية" لتشجيع ما وصفه بـ"الهجرة الطوعية".
إحدى أبرز السياسات التي تثير قلق المجتمع الدولي هي عملية التهجير القسري التي بدأها الجيش الإسرائيلي، في 13 أكتوبر 2023.
فقد أمر الجيش الإسرائيلي بتهجير جميع المجتمعات الواقعة شمال وادي غزة، بما في ذلك مدينة غزة نفسها، وطلب من السكان النزوح إلى الجنوب. جاء هذا الأمر بعد أسبوع واحد من قيام حركة حماس بشن عملية "طوفان الأقصى" ضد مستوطنات غلاف غزة وعدد من المواقع الأخرى.
وبحلول 14 أكتوبر، كان قد تم إجلاء مئات الآلاف من الفلسطينيين من شمال غزة، مما وُصف بأنه "نكبة ثانية". وقد لاقى هذا الإجراء انتقادات دولية حادة.
كما دعا وزير الدفاع الإسرائيلي، آنذاك، يوآف غالانت الفلسطينيين إلى مغادرة الجزء الشمالي من غزة، بما في ذلك مدينة غزة، قائلاً إن "تمويه الإرهابيين هو السكان المدنيون"، مشددًا على أن على من يريدون "إنقاذ حياتهم" التوجه نحو الجنوب.
وعلى الرغم من التحذيرات الدولية، استمرت إسرائيل في تنفيذ عملياتها العسكرية، حيث أفادت وكالة "الأونروا" بأن قطاع غزة تعرض لأشد قصف على المدنيين منذ الحرب العالمية الثانية. وقالت الوكالة إن محنة اللاجئين الفلسطينيين لا تزال تُعدُّ أطول أزمة لجوء في العالم.
كما أشارت التقارير إلى أن الأعمال العدائية أدت إلى نزوح حوالي 130 ألف شخص من شمال غزة خلال الأسابيع الأخيرة.