بين رواية رسمية تتمسك بـ"حادث عرضي"، وأخرى من الميدان تصرّ على "هجوم مقصود"، تزداد حالة الضبابية المحيطة بالأسباب الكامنة وراء تعرض أحد قوارب أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار عن غزة، لضرر في المياه الإقليمة التونسية.
وزارة الداخلية، والحرس الوطني في تونس، أكدا أن التحقيقات الأولية تُثبت غياب أي عمل عدائي، نافيين تماماً فرضية الاستهداف الخارجي، وأنه بحسب المعاينات الأولية، فإن سبب الحريق يعود إلى اندلاع النيران في إحدى سترات النجاة على متن السفينة "فاميلي" نتيجة اشتعال "قداحة" أو عقب سيجارة.
لكن "أسطول الصمود" يمتلك رواية مغايرة، ويؤكد أن القارب الذي يرفع علم البرتغال تعرَّض لهجوم جوي موثّق بمقطع مصور نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يظهر جسم مضيء يهوي فوق السفينة قبل أن يغمرها دخان كثيف، وأن تحقيقاته، أي الأسطول، "ترتكز على هذا الأساس".
المشهد لم يقتصر على السفينة فقط وما جرى لها، إذ احتشد عشرات المتضامنين بعد الواقعة خارج ميناء سيدي بوسعيد، حيث ترسو قوارب الأسطول، ملوّحين بالأعلام الفلسطينية ومرددين هتاف "فلسطين حرة".
ومع تضارب الروايات تبقى التحقيقات وحدها قادرة على حسم ملف طبيعة الهجوم الذي طال أحد قوارب أسطول الصمود.
