في صيف يختلط فيه وهج الشمس بحرارة المعارك، يمدّ فلاديمير بوتين يده بثقة نحو عمق أوكرانيا، مستغلاً فتور الدعم الغربي وتردد الحلفاء.
تجاوزت الحرب خطوط النار، لتتحوّل إلى لعبة صبر واستنزاف، فيها تُقاس الانتصارات بعدد الصواريخ المُسقطة والجنود المنهكين.
ومع انسحاب الدعم الأمريكي التدريجي، تتسع المساحات أمام روسيا لتضغط، وتُحاصر، وتُراكم مكاسبها.
هناك على أطراف مقاطعة سومي، وعلى امتداد 750 ميلاً من الجبهات، تتحرك القوات الروسية بخطى واثقة، بينما تكافح أوكرانيا لإغلاق الثغرات، بجيش يعاني من النقص والإنهاك.. وعالم يراقب.
وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن الرئيس الروسي يخطط لصيف هجومي طويل، يعتمد فيه على التفوق العددي والميداني، إلى جانب الانقسام في المواقف الغربية.
انسحاب واشنطن المؤقت من توريد أنظمة الدفاع الجوي، وعلى رأسها صواريخ "باتريوت"، شكّل نقطة تحول خطيرة، خاصة وأن هذه الأنظمة تُعد خط الدفاع الأخير في وجه الصواريخ الباليستية الروسية.
وعلى الرغم من أن ألمانيا قدمت 3 بطاريات، فإن الطلب يفوق العرض، وسط اختناقات في الإنتاج.
فهل يسعى بوتين لتوجيه الضربة القاضية هذا الصيف؟ ربما هذا هو السؤال الأخطر الآن.
لا يقتصر هدف روسيا على السيطرة على الأراضي، بل يمتد إلى إنهاك الجيش الأوكراني واستنزاف قدراته ومعداته، وكسر الإرادة الشعبية والدعم الدولي تدريجيًا.
وبينما تتوالى الضربات، تحاول أوكرانيا الصمود في وجه تفوق عددي ولوجستي متزايد، في وقت تتحوّل فيه الحرب إلى اختبار طويل النفس، وسباق على الإرادة قبل السلاح.