اقتحام بالنار.. ورسائل مكتوبة بالدمار.. لماذا دخل نتنياهو طولكرم بنفسه؟ هل هي مجرد استعراض للقوة، أم خطوة أولى نحو مرحلة جديدة من التصعيد في الضفة الغربية؟
بكل ثقل الاحتلال العسكري، دخل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى قلب العاصفة، مخيم طولكرم المحاصر، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ سنوات، يتبعها وزير جيشه يسرائيل كاتس، في مشهد يذكر الفلسطينيين بكابوس "السور الواقي" عام 2002.
الرسائل لم تكن خفية.. نتنياهو لم يأتِ ليشاهد، بل جاء ليصدر الأوامر بنفسه، تعزيزات عسكرية، عمليات تصعيد، واستهداف أكبر للعناصر المسلحة الفلسطينية.. لكن، ماذا وراء هذه الخطوة المفاجئة؟
يرى محللون أن نتنياهو، المحاصر سياسيا وأمنيا، يحاول تغيير قواعد اللعبة في الضفة الغربية، فبعد تفجيرات تل أبيب الأخيرة، التي لم يتبنَّها أحد، وجد الفرصة لإشعال حرب جديدة هناك، وربما إعادة احتلال الضفة تدريجيا.
نتنياهو، الذي يقف على حافة أزمة داخلية، يعرف أن التصعيد العسكري هو الورقة الأخيرة التي يمكن أن تنقذه من الانهيار السياسي.. لكنه في الوقت ذاته، يغامر بإشعال فتيل انتفاضة جديدة قد تمتد إلى كل فلسطين.
فهل كان اقتحام طولكرم رسالة بالنار؟ أم مقدمة لهجوم أوسع ضد الفلسطينيين؟ وهل ما جرى مجرد استعراض قوة، أم بداية مرحلة جديدة من الحرب على الضفة؟ الأيام القادمة ستكشف الحقيقة.. لكن الواضح أن المخيمات الفلسطينية تعود اليوم لتكون ساحة الصراع الأول مجددا.