باسل عزام
لا تعرف خطوط التماس بين قوات سوريا الديمقراطية ”قسد“ والجيش السوري، طريق التهدئة.. تتحرك بوتيرة مرتفعة شيئًا فشيئًا.. وتضع الشمال الشرقي للبلاد على حافة انفجار لا يحمد عقباه.
فصول التصعيد بين الجانبين تتعدد جبهاتها وتتسع، وبقصف عبر الأسلحة الثقيلة جاء آخرها، إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع السورية اتهمت ”قسد“ بشن حملة قصف عنيفة من مواقع سيطرتها في مطار الجراح العسكري ومحيط مدينة مسكنة، مستهدفةً منازل الأهالي في قرى (الكيارية، ورسم الأحمر، وحبوبة كبير) بريف حلب الشرقي.
تصف وزارة الدفاع تحرك قوات سوريا الديمقراطية بالمفاجئ وغير المسؤول، بعد إيقاعه قتلى وإصابات في صفوف المدنيين، وهو ما استدعاها، أي وزارة الدفاع، للرد باستهداف مصادر النيران والاستنفار في حدث أمني مستمر ومتواصل كما وصفته.
وبوتيرة لا تقل سخونة.. تدور حرب تبادل للاتهامات بين الجانبين، قوات سوريا الديمقراطية في بيانها الرسمي على التصعيد الجاري رمت الكرة في ملعب القوات السورية بتأكيدها أن ”ساعة الصفر“ الأولى جاءت من مدفعية السلطات بعد محاولة عناصرها التسلل إلى ريف مدينة تل حافر، ما استدعى عناصر سوريا الديمقراطية لطرد هؤلاء والرد على مصادر النيران.
وبنهج ”ضغط الزناد“ أكدت قسد التزام قواتها بما أسمته واجبها الوطني في الدفاع عن الأرض وحماية الشعب، وعلى أن أي محاولات أخرى للتعدي من قبل الطرف المقابل ستواجَه برد حازم يحفظ أمن المنطقة ويصون كرامة أهلها.
لا شيء من سلوكات الأطراف المتحاربة يعكس تنفيذًا وشيكًا لاتفاق وقع في مارس العام الجاري لدمج الهياكل العسكرية والمدنية لسوريا الديمقراطية في الدولة وفق جدول زمني، وسط اتهامات لا تتوقف بشأن عدم الوفاء بالتزامات وتفاهمات تسبق التطبيق.
ومع دخول العشائر مؤخرًا على خط التصعيد وتلويحها بالاستعداد للمشاركة إلى جانب القوات الحكومية في استعادة المناطق العربية في الرقة ودير الزور من قسد، يبدو أن الملف برمته على فوهة بركان قد ينفجر في أي لحظة، وفق ما تؤكده أطراف سورية عدة وتؤكده أيضًا صور النار القادمة من مناطق المواجهة.