تبدو صفقة تبادل الرهائن بين إسرائيل وحركة حماس وكأنها متوقفة على مفتاح واحد هو "رجل الأنفاق" عز الدين الحداد.
وكشفت القناة 12 العبرية أن الطريق الوحيد لإنجاز أي تقدم هو إخراج الحداد من شبكته المعقدة تحت الأرض ومنحه فرصة مباشرة للتواصل مع المخابرات المصرية التي يمكنها شرح تفاصيل الصفقة وضماناتها بشكل ملموس.
فمع اغتيال معظم قادة الصف الأول في حماس مثل محمد الضيف ويحيى السنوار وصالح العاروري وإسماعيل هنية بات القرار بيد قائد واحد يعيش عزلة شبه كاملة تحت الأرض.
ويصف تقرير القناة العبرية هذا الوضع بأنه خلق فراغاً قيادياً حاداً داخل الحركة حيث يعيش الحداد حالة من "البارانويا" وفقاً للقناة ويكاد يكون غير مؤهل لإدارة مفاوضات سياسية دقيقة؛ ما يجعل أي اتصال بين قيادات الداخل والخارج محفوفاً بالمخاطر ويكاد يوقف الحركة التنظيمية بأكملها.
رغم أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طرح خطة من 21 نقطة تقضي بوقف القتال وإطلاق سراح الرهائن مقابل ضمانات دولية إلا أن الحداد وفريقه يعيشون خوفاً شديداً معتبرين الصفقة المحتملة كمصيدة تهدد حياتهم كما حدث مع قادتهم السابقين.
هنا يظهر الدور المصري كعنصر حاسم إذ يجب أن تمنح إسرائيل المخابرات المصرية حرية التحرك داخل غزة للوصول إلى الحداد مباشرة وطمأنته بخصوص سلامته وإقناعه بجديّة الضمانات الدولية والعربية.
فالخطابات السياسية وحدها لا تكفي و الذي يعيش تحت الأرض لا يثق إلا بما يراه ويسمعه بنفسه.
وبالتالي يكمن الحل لإنقاذ الصفقة في التواصل الميداني المباشر، وكسر الجمود السياسي يبدأ من أعماق الأنفاق؛ إذ من دون هذه الخطوة ستظل المفاوضات متوقفة بلا أفق وفقاً لتقرير القناة العبرية.
