تخيّلوا أننا بلغنا مرحلة نعيد فيها اختراع اللمس من جديد؛ لا لأنّ التكنولوجيا سبقتنا، بل لأنّنا سمحنا لها أن تسبقنا.
الابتكار الأخير هو الجلد الإلكتروني من جامعة هونغ كونغ: طبقة مرنة بمستشعرات تلتقط اللمس، تحوّله إلى إشارة كهربائية، وترسله لاسلكيًا فورًا؛ لمسة من هنا تولّد إحساسًا هناك.
التقنية واعدة، لكنها لا تزال نموذجًا أوليًا. يبقى السؤال: لماذا أصبحنا نحتاج إلى اختراع اللمس؟ تشير دراسة حديثة إلى أنّ نصف الناس يعيشون وحدة رغم وفرة التواصل. ليست التكنولوجيا التي تطوّرت؛ نحن الذين تراجعنا حتى بتنا نفكّك الإحساس ونعيد تركيبه.
وربما هذه المحاولات لإعادة اللمس رقميًا ليست إلا تذكيرًا بأنّ اللمسات الحقيقية لا تزال حولنا. لعلّ استعادتها تتطلّب منا حضورًا أعمق، لا أدواتٍ أكثر، وجرأةً على الاقتراب لا مسافاتٍ إضافية بيننا في الأصل.