في خطوة وُصفت بأنها نقطة تحول تاريخية، أعلن حزب العمال الكردستاني (PKK) رسميًا تسليم سلاحه ووقف أنشطته المسلحة بعد أربعة عقود من الصراع مع تركيا، خلف أكثر من 40 ألف قتيل وأضعاف الرقم من الإصابات، ودمر مناطق واسعة من جنوب شرق البلاد.
القرار جاء في بيان مفاجئ للحزب بناء على طلب زعيمه عبد الله أوجلان، أكد فيه الالتزام بحل النزاع عبر الطرق السياسية فقط، داعيًا إلى إطلاق مفاوضات جديدة مع أنقرة لضمان حقوق الأكراد ضمن إطار ديمقراطي، وقد رحبت الحكومة التركية بالإعلان، واعتبرته خطوة إيجابية نحو السلام الشامل، على أن تشرف المخابرات التركية على عملية تسليم السلاح في مدة تتراوح بين 3 إلى 5 أشهر، فماذا يعني هذا القرار لتركيا؟
سيمثل تسليم السلاح نهاية واحدة من أطول حركات التمرد التي أرقت تركيا لعقود، ما سيمنحها فرصة لتعزيز استقرارها الداخلي، كما سيفتح المجال أمام استثمارات جديدة في المناطق الكردية التي كانت سابقًا بؤرًا ساخنة، ويخفف العبء الأمني والمالي على الجيش التركي، فضلًا عن أنه قد يُعيد تشكيل الخريطة السياسية للأكراد داخل تركيا عبر التحول من البندقية إلى صناديق الاقتراع.
حل الحزب يعد وفق بعضهم اعترافًا بفشل الخيار المسلح، وتحولًا استراتيجيًا نحو العمل السياسي، كما أنه يُمهد الطريق أمام تسويات تاريخية بشأن الهوية واللغة والحقوق الثقافية للأكراد، ووسط مخاوف من انقسامات داخل الحزب أو تشكيل خلايا منشقة ترفض القرار، هناك مخاوف أخرى تتمثل بفكرة أن حزب العمال لا ينشط داخل تركيا فقط، بل يملك فروعًا مؤثرة مثل وحدات حماية الشعب (YPG) في سوريا، والتي تُعد القوة الأبرز ضمن قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وكذلك قواعد في جبال قنديل شمال العراق، فهل تُترجم هذه الخطوة إلى انسحاب أفرع الحزب من العراق وسوريا تمامًا؟ أم أنها مجرد تحول في جغرافيته؟
