logo
صورة تعبيرية
فيديو

كيف تم تهريب "ملفات الموت" من سوريا؟

16 ديسمبر 2024، 5:53 ص

تحت أضواء خافتة وبوجوه تنكرت تحت عباءة الرعاة والتجار، بدأت أخطر عمليات تهريب في تاريخ سوريا الحديث.. أرشيف كامل من الوثائق السرية، يُطلق عليها الآن اسم "ملفات الموت"، خرج من قلب دمشق إلى إحدى الدول الأوروبية.. هذه الملفات، التي تدين نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد بجرائم تفوق الخيال، كانت نتاج سنوات من المغامرات الخطرة والعمل السري.

الطريق كان محفوفاً بالموت.. فريق من المحققين السوريين، بقيادة المحامي الكندي بيل وايلي، واجه كل ما يمكن أن يحطم الحلم: نقاط تفتيش، مطاردة أمنية، وحتى تضحيات بالأرواح.. أحد أعضاء الفريق قُتل، وآخر اختُطف، بينما نُقل البعض إلى الخارج حفاظاً على حياتهم، تاركين وراءهم أجزاء من هذا الأرشيف في مخابئ سرية داخل سوريا.

"خزائن الموت".. هكذا وُصفت الوثائق.. عبر قوارب مهترئة وشاحنات عابرة للحدود، تم تهريب آلاف الصفحات التي توثق عقوداً من القمع.. أوراقٌ تحمل توقيعات رموز النظام، وأوامر بالاعتقال، والتعذيب، وحتى الإعدامات.. قصص عن الإخفاء القسري والاعتداءات التي وصلت إلى أبشع صورها، مشفوعة بأدلة دامغة، أُنجزت بطريقة وصفها الخبراء بأنها "بيروقراطية الموت".

داخل مدينة أوروبية هادئة، وراء باب مغلق دون اسم، تقبع الآن 406 صناديق كرتونية بنية.. لكنها ليست مجرد صناديق؛ إنها سلاح قانوني يُهدد بإسقاط كل من تورط في منظومة القمع، من رأس النظام إلى أصغر جندي في سلسلته.. هذه الوثائق، التي يبلغ عددها أكثر من 1.3 مليون ورقة، تمثل فرصة غير مسبوقة لتحقيق العدالة.

بيل وايلي وصف هذه العملية بأنها "أكبر من نورمبرغ"، مشيراً إلى أن سقوط نظام الأسد لم يكن مجرد نهاية حاكم، بل بداية أكبر قضية جنائية توثق الجرائم بتفاصيل لا مثيل لها في التاريخ.

لكن الطريق إلى العدالة ما زال طويلًا. هناك المزيد من الوثائق المخفية داخل سوريا، حيث يحاول فريق وايلي تأمينها وسط مخاطر لا تقل عن تلك التي واجهها خلال التهريب. ومع كل ورقة تُضاف إلى هذا الأرشيف، تقترب العدالة خطوة أخرى.

كيف نجحت هذه الوثائق في الفرار من قبضة نظام أحكم سيطرته لعقود؟.. القصة لم تنتهِ بعد، وما تحمله تلك الصناديق قد يثير الصدمة أكثر.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC