حالة استنفار تعيشها أوروبا تحضيرا لما تسميه الغزو الروسي المحتمل، من شرقها لغربها، تعيش دول القارة العجوز في قلق ينعكس على التحضيرات التي تجريها، من المناورات العسكرية إلى الاجتماعات السرية.
هي سنوات ما قبل الحرب العالمية الثالثة كما يصفها تقرير ذا صن البريطانية، الذي يفرد جانبا من التحضيرات الأوروبية للحرب الأكبر ضد الإمبراطورية الروسية، فالتجنيد الإجباري على الأبواب في كل بولندا ودول البلطيق والدول الإسكندنافية، بينما تستضيف النرويج، التي تشترك في حدود بطول 121 ميلا مع روسيا في القطب الشمالي، مناورات لحلف شمال الأطلسي العام المقبل، ويخوض جنود من النرويج ورومانيا وغيرها من الدول تدريبات ثلجية قاسية في مناطق نائية بتنسيق أوروبي، تزامنا مع إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن وجود طائرات مقاتلة فرنسية مجهزة بجيل جديد من الصواريخ النووية الأسرع من الصوت متمركزة على الحدود مع حليفتها ألمانيا، كما أن بناء درع من الطائرات دون طيار من بحر البلطيق إلى البحر الأسود، هو أحد الأهداف التي تسعى أوروبا لتحقيقها درءا للخطر الروسي.
أوروبا التي قد تنفق وفق التقارير ما يصل إلى 800 مليار يورو على معدات الدفاع في غضون سنوات، بدأت بتحضير شعوبها للحرب عبر إعداد المدنيين للتعامل مع حالات الطوارئ، إذ تستعد فرنسا لإصدار دليل إرشادي مدني من 20 صفحة بشأن جهود الدفاع المحلية، ونصائح حول الأطعمة والأدوية الأكثر أهمية للبقاء في المنازل، بينما يتم التنسيق على تجهيز مئات المخابئ الأرضية بما فيها محطات القطارات ومواقف السيارات تحت الأرض.
تسابق أوروبا الزمن بعدما أيقنت بأن حربها مع موسكو بات وشيكة، في الوقت الذي كشفت فيه ألمانيا عن خططها للحرب العالمية الثالثة في وثيقة سرية مكونة من 1000 صفحة أطلقت عليها اسم "عملية ألمانيا".
