رجلٌ لا يظهر في البيانات، ولا يطل في التسجيلات المصوّرة، لكنه حاضر في كل معادلة عسكرية رسمتها حماس خلال السنوات الأخيرة.
يبرز اسم رائد سعد كأحد أكثر الشخصيات غموضاً وتأثيراً في كتائب القسام.
"إرهابي رئيسي من حماس"، هكذا وصفه بيان الجيش الإسرائيلي بعد استهدافه بمسيرة دمرت سيارة الجيب التي كان يركبها غرب مدينة غزة. الهجوم خلف مقتل 4 أشخاص من بينهم سعد.
مسؤول إسرائيلي ذكر أن استهداف سعد جاء ردا على تفجير عبوة ناسفة بقوة إسرائيلية.
رائد سعد ليس قائداً ميدانياً تقليدياً، هو عقلٌ استراتيجي تشكّل على مدى عقود. انضم مبكراً إلى الجناح العسكري، وتدرّج في مناصبه حتى تولّى رئاسة جناح العمليات، حيث صاغ مفهوماً مختلفاً للمواجهة مع إسرائيل، يقوم على استنزاف القوة، وضرب المفاصل الحساسة، ونقل المعركة إلى عمق الحسابات الأمنية.
المنعطف الأهم في مسيرته كان صياغته لخطة “سور أريحا”، الخطة التي أرادت من خلالها حماس حسم المواجهة مع فرقة غزة، والتي شكّلت الأساس لعملية السابع من أكتوبر. ورغم إقالته من رئاسة العمليات بعد عملية "حارس الأسوار" في 2021، لم يكن ذلك تراجعاً بقدر ما كان انتقالاً إلى موقع أكثر حساسية وخطورة.
كان يتولى رائد سعد قيد حياته، ملف التصنيع العسكري في القسام: من إعادة بناء منظومة الصواريخ، إلى تطوير الأسلحة المضادة للدروع، وصولاً إلى هندسة القتال داخل الأنفاق.
تصفه إسرائيل بأنه “الرجل الثاني في حماس داخل غزة”، بعد عزّ الدين الحداد، قائد الجناح العسكري، وتعتبره أحد العقول التي لا يمكن تعويضها بسهولة.
لذلك كان هدفاً دائماً لسلاح الجو، ونجا من محاولات اغتيال متكررة، بعضها أُلغي في اللحظات الأخيرة، وبعضها أخطأ الهدف بأمتار.