في الأفق، تتكدّس الغيوم الثقيلة، وكأن المنطقة كلها تتنفس توتراً كامناً.
الحرب لم تبدأ بعد، لكنها تقترب ببطء.. وصوت قرع الطبول أضحى مسألة وقت..
هكذا يبدو المشهد.. وهذا ما يرشح عن تحركات الظل في تل أبيب وطهران.
إيران تُرمّم جراحها بصبر وتستعد للأسوأ، إسرائيل تراقب بعيونٍ مفتوحة على كل الاحتمالات، وأمريكا حاضرة بثقلها، بينما الصين تمرّ كطيف ثقيل.. لا يُرى كثيراً، لكنه يُغيّر الاتجاه.
في المواجهة المحتملة بين تل أبيب وطهران، لا يوجد طرفان فقط. اللاعبون كثر والحسابات أعقد.
تقرير إسرائيلي جديد، للقناة الثانية عشرة، يكشف قلقاً متصاعداً داخل المؤسسة الأمنية في تل أبيب:
إيران، التي تلقت ضربة موجعة خلال ما سُمّي بـ«حرب الاثني عشر يوماً»، لم ترفع الراية البيضاء، بل بدأت العدّ العكسي للعودة.
قبل الحرب، كانت طهران تمتلك نحو ألفي صاروخ باليستي. أطلقت أكثر من خمسمئة منها باتجاه إسرائيل، وخسرت جزءاً كبيراً من ترسانتها.
اليوم، تشير التقديرات إلى أن ما تبقى لا يتجاوز ألف صاروخ. لكن الأخطر ليس ما تملكه إيران الآن، بل ما تخطط لامتلاكه لاحقاً: 8 آلاف صاروخ باليستي قد تحصل عليها من التنين الصيني.
وفقا للتقرير، إسرائيل ترى أن القدرات الصناعية الإيرانية لم تتعافَ بعد، لكن القلق الحقيقي يأتي من الشرق.. من الصين.
معدات تكنولوجية متقدمة، تختصر سنوات من الإنتاج، وتحوّل التعافي البطيء إلى قفزة سريعة في القوة الصاروخية.
في المقابل، يقف بنيامين نتانياهو أمام حلفائه ليعيد تكرار العقيدة القديمة: "السلام من خلال القوة".
رسالة مزدوجة… ردع لإيران، وطمأنة للشركاء.
خلف الكواليس، لا يدور الصراع فقط بين إيران وإسرائيل..
الصين تراقب بعين صامتة، تزن كل خطوة، وتعرف جيداً كيف تحوّل التكنولوجيا إلى نفوذ.
في الوقت نفسه، الولايات المتحدة تقف إلى جانب إسرائيل، محاولة احتواء النفوذ الصيني قبل أن يتوسع.
قد لا تكون هناك حرب مباشرة بين القوتين العظميين، لكن المنطقة، على غرار ما يحدث في الكاريبي، قد تتحول إلى ساحة لاختبار القوة بالوكالة.