تتكرر عمليات الاقتحام الإسرائيلية للحدود السورية بوتيرة مثيرة للقلق، حيث لا يبدو أن أي رادع يُوقف الجيش الإسرائيلي عن الاقتحام والسيطرة على مواقع إستراتيجية على الحدود وسط تصاعد التوترات الإقليمية.
في أحدث فصول هذا التصعيد، نفّذت قوات كوماندوز إسرائيلية عملية عسكرية نوعية على سفوح جبل الشيخ في الأراضي السورية في خطوة تُعد تصعيداً خطيرة لم يتوقف منذ سقوط نظام الأسد.
المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أعلن أن قوات من لواء "الجبال 810" التابع للفرقة 210 شنت غارة ناجحة على عدة مواقع لقوات الكوماندوز السورية السابقة على سفوح جبل الشيخ..
خلال هذه العملية الخاطفة، قامت القوات الإسرائيلية باعتقال عدد من المشتبه بهم الموجودين في الموقع للاشتباه في تورطهم بتهريب الأسلحة والاتجار بها بشكل غير قانوني من سوريا إلى لبنان.
لم تقتصر العملية على الاعتقالات فقط، حيث قام الجيش الإسرائيلي بمصادرة أكثر من 300 قطعة سلاح من أنواع مختلفة، مؤكداً أن بعض هذه الأسلحة كان معداً، وفقاً للاشتباه، للوصول إلى منظمات مسلحة في لبنان.. وقد تم استجواب المشتبه بهم ميدانياً قبل إحالتهم إلى الجهات الأمنية المختصة لاستكمال التحقيقات.
فيما أكد الجيش الإسرائيلي أن قواته ستواصل عملياتها في المنطقة الحدودية لإحباط الأنشطة العدائية وتهريب الأسلحة في إشارة إلى عزم تل أبيب على فرض سيطرتها الكاملة على هذه الحدود الحساسة.
يقول محللون و خبراء إن ما يحدث له دلالات خطيرة تتجاوز كونها مجرد عملية أمنية روتينية.. فبعد انهيار النظام السوري أصبح الفراغ الأمني في الجنوب السوري فرصة ثمينة لإسرائيل. وهذه العمليات المتكررة تؤكد أن تل أبيب لم تعد تكتفي بالضربات الجوية من مسافات بعيدة بل أصبحت قادرة على تنفيذ عمليات برية مباشرة في عمق الأراضي السورية، وتنفيذ انتهاكات بحق الأهالي دون مواجهة أي مقاومة تذكر ما يجعل المنطقة عرضة لتشابك مصالح متعددة بين إسرائيل ولبنان وسوريا، وربما أطراف إقليمية أخرى.