ضربة قاصمة، لكنها ليست قاتلة.. البرنامج النووي الإيراني يتلقى أقسى الضربات منذ عقود، ومع ذلك، لا يزال على قيد الحياة، والأخطر أنه ما زال قادرا على النهوض من تحت الركام.
وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال، نجحت إسرائيل في تنفيذ واحدة من أعنف الهجمات ضد المنشآت النووية الإيرانية، منشآت تم تدميرها، وعلماء قُتلوا، وسلسلة الإمداد الحيوية لصناعة القنبلة تعطّلت، لكن ذلك لم يكن كافيا.
نطنز وأصفهان، أهدافٌ سقطت، لكن فوردو صامدة، في عمق جبل قرب مدينة قم، ترقد منشأة "فوردو" فائقة التحصين القلب الحقيقي للبرنامج النووي الإيراني.. منشأة لا يمكن تدميرها، بحسب الخبراء، إلا بقنبلة أمريكية خارقة للتحصينات، وهي القاعدة التي تُنتج منها إيران اليورانيوم عالي التخصيب، المادة الأقرب لصناعة القنبلة.
الضربة الإسرائيلية عطّلت أجهزة الطرد المركزي في نطنز، ودمّرت منشآت لتحويل وتصنيع اليورانيوم في أصفهان، لكن السؤال الأهم.. هل كان هذا كافيا لمنع إيران من صنع قنبلتها الأولى؟ الجواب لا، فالمنشأة الأخطر لم تُمس، والمواد المُخصبة يُعتقد أنها نُقلت أو أُخفيت، والخطر لم ينتهِ بعد.
إيران قد تستغل الهجوم لطرد المفتشين الدوليين، وتعزيز برنامجها سرا، وبينما تنزف البنية النووية الإيرانية، فإن قلبها النووي ما زال ينبض، وخطره لم يتراجع.