رغم فوز ريال مدريد على أوساسونا في افتتاحية الليغا بنتيجة 1-0، إلا أن الانتصار لم يخفِ حقيقة أن الفريق بدا هشًّا تكتيكيًّا ومفتقدًا للتوازن، وكأن المرينغجي لم يجد بعد هويته تحت قيادة المدرب الجديد تشابي ألونسو. لم تظهر بصمات واضحة ولا لمسات مبتكرة، لتتأكد فكرة أن مهمة المدرب الإسباني ثقيلة ومعقدة منذ البداية.
في الخط الخلفي، تبرز ضرورة إعادة داني كارفاخال إلى مركزه الطبيعي كظهير أيمن. ورغم عودته من إصابة في الركبة، يظل الأكثر موثوقية وخبرة، ناهيك عن قيادته داخل الملعب، خاصة أنه آخر قادة الحرس القديم القادر على توجيه اللاعبين وسط ضغط جماهير برنابيو.
أما الهجوم، فيقف أمام معضلة كبرى: فينيسيوس ومبابي، ثنائي عبقري لكنه متناقض في أسلوب اللعب. فينيسيوس يصر على البقاء في الجناح الأيسر والقطع للداخل، بينما يرتبط مبابي بنفس الجناح. ومع تمسك كل منهما بأسلوبه، تضيق المساحات ويتحول الهجوم إلى لغز تكتيكي معقد. استمرار هذا الوضع قد يضع ألونسو في مأزق حقيقي إذا أراد الاعتماد على ثلاثي هجومي متكامل، ما يستلزم تنازل أحدهما.
وسط الملعب بدوره يفتقر إلى المرونة، ولذلك يرى بعض المحللين أن تجربة ترينت ألكسندر أرنولد كلاعب وسط مركزي قد تكون الحل، خاصة مع عودة كارفاخال إلى مركزه الطبيعي، ما قد يمنح الفريق توازنا أفضل ويستفيد من مهارات أرنولد الكبيرة في التمرير. ومع ظهور فرانكو ماستانتونو بحيوية وجرأة، وقدرته على شغل أكثر من مركز وصناعة الفرص والضغط على الخصم، يمكن أن يمنح خط الوسط فاعلية أكبر في بناء الهجمات وفرض الضغط على المنافس.
المطلوب من ألونسو الآن هو إيجاد حل لتداخل أدوار فينيسيوس ومبابي، إعادة الاستقرار الدفاعي بعودة كارفاخال، تجربة أرنولد في الوسط، ومنح الفرصة لعناصر واعدة مثل ماستانتونو. كل ذلك يأتي في ظل ضغوط إعلامية متزايدة وتوقعات عالية، ما يفرض على المدرب الإسباني سرعة الحسم إذا أراد إعادة ريال مدريد إلى منصات التتويج.