في تصعيد ناري جديد يُشعل شرق آسيا، أطلقت بكين تحذيرا صادما لطوكيو. صحيفة الجيش الصيني، الناطقة باسم جيش التحرير الشعبي، تقول صراحةً: كل أراضي اليابان معرّضة للدمار إذا تدخلت عسكريا في تايوان. تحذير نادر بهذه اللهجة لم يشهد له مثيل منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ويعكس مدى حساسية الصراع حول مضيق تايوان، الذي يبعد أقل من 100 كيلومتر عن أقرب جزيرة يابانية.
الأزمة بدأت بتصريحات رئيسة الوزراء اليابانية، ساناي تاكايتشي، التي ألمحت إلى إمكانية الرد العسكري على أي تهديد تجاه تايوان. بكين اعتبرت هذا الطموح العسكري متوحشا، محذّرة من أن أي خطوة من طوكيو لن تؤدي إلا إلى دفع البلاد نحو طريق لا عودة منه.
السؤال الآن: هل تواجه اليابان اختبارا تاريخيا لم تشهده منذ هزيمتها في الحرب العالمية الثانية؟.. الصين لا تكتفي بالكلام، فقد أرسلت دوريات لسفنها عبر مياه جزر سينكاكو المتنازع عليها، في رسالة واضحة: "أي تحرك عسكري تجاه تايوان سيُقابل برد انتقامي فوري ومدمّر".
المعركة هنا ليست فقط على الأراضي البحرية أو السياسية، بل على النفوذ الاستراتيجي في المنطقة، حيث تقف الصين على أهبة الاستعداد، وتراقب كل تحرك ياباني. طوكيو من جانبها تحاول التهدئة والدعوة للحوار، لكن الخطاب الصيني يوضح أن اللعبة قد تتحول بسرعة إلى مواجهة لا يمكن التراجع عنها.
في نهاية المطاف يبقى السؤال: هل ستختار اليابان الطريق الآمن عبر الدبلوماسية، أم ستغامر في نزاع قد يغيّر وجه شرق آسيا للأبد؟.