يرفع الرئيس الأمريكي ترامب وتيرة التهديدات المصحوبة بالأفعال في حربه ضد فنزويلا، وتقول تسريبات خاصة لـ"إرم نيوز"، إن ترامب مستعد لطي الصفحة، لكن شرطه يتطلب 100 ألف برميل نفط مجاني يومياً من فنزويلا ولمدة 5 سنوات.
شروط جاءت بعد احتدام التوتر بين واشنطن وكراكاس خلال الأيام الأخيرة على خلفية "حرب الناقلات" والعقوبات على صادرات النفط الفنزويلية، حيث أمر ترامب بـ"حصار كامل" على ناقلات النفط التي تدخل فنزويلا أو تغادرها، في خطوة تهدف لخنق مصادر الدخل الرئيس لحكومة مادورو..
وردت عليها فنزويلا بأوامر فرضت على قوات البحرية بمرافقة السفن التجارية في تحدٍ علني لترامب، أما سياسياً فطلبت عقد جلسة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة ما سمّته "العدوان الأمريكي المستمر".
ويدّعي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن فنزويلا استولت، بشكل غير قانوني، على حقوق الطاقة والنفط الأمريكية، مهدداً باستعادتها، وموضحاً أن الشركات الأمريكية العاملة في قطاع النفط بفنزويلا قد طُردت، في تصعيد قد يبدأ بتهديدات وحصار اقتصادي وينتهي بعمل عسكري مع تعنت الطرفين.
وبينما تؤكد تحليلات سوقية أن جزءاً كبيراً من النفط الفنزويلي يذهب إلى الصين التي لا تواجه مشاكل في استيراد نفط خاضع للعقوبات، حيث يمكن لها أن تستورد من إيران أو روسيا ووسطاء آخرين يخضع نفطهم لعقوبات دولية، إلا أن الضغط المباشر يقع على قدرة فنزويلا على التصدير عبر "أسطول الظل"، الذي يستخدم سفناً غير مسجلة وبطرق مغايرة للتهرب من العقوبات، فضلاً عن كلفة التأمين، وتكاليف الخدمات البحرية.
في المحصلة، تبدو الأزمة بين الولايات المتحدة وفنزويلا أبعد من مجرد خلاف سياسي عابر، إذ تتقاطع فيها اعتبارات الطاقة مع الحسابات والضغوط الاقتصادية، فواشنطن تلوح بالحصار وتشدد قبضتها على ناقلات النفط، لكنها في الوقت ذاته تترك الباب مفتوحاً أمام صفقات تخدم مصالحها ترامب التجارية أولاً.