"سلام وليس استسلاماً".. عمود فقري تصر أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون على تواجده في أي خطة أمريكية لإنهاء الحرب مع روسيا.. خطة تقلصت من 28 إلى 19 بنداً في محاولة الأطراف كافة لإيجاد مسار قابل للحياة ينهي الحرب المستمرة منذ 2022.
ففي جنيف خاض الوفدان الأمريكي والأوكراني مفاوضات ماراثونية وصفت بـ"المكثفة والناجحة".. لكنها كانت أيضاً متوترة في البداية مع غضب واشنطن من التسريبات التي أحاطت بالنسخة الأولى من المقترح.. ورغم ذلك نجح الجانبان في إيجاد أرضية مشتركة حول عدد من القضايا، فيما تم تأجيل الحديث عن "النقاط الحساسة" إلى اللقاء المرتقب بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب، والأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وبحسب النائب الأول لوزير الخارجية الأوكراني سيرغي كيسليتسيا، فإن مشروع الخطة الجديد لا يشبه النسخة المسربة التي أثارت غضباً واسعاً في كييف، ولم يبقَ من بنودها القديمة سوى عناصر قليلة، خاصة مع إبداء واشنطن مرونة في حذف بعض النقاط الحساسة، خاصة تلك المرتبطة بتحديد سقف لعدد القوات الأوكرانية.
أصداء تعديل بنود خطة السلام لم يمر مرور الكرام في العاصمة موسكو.. وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وجه بداية انتقادات للجهات التي تسعى إلى تسريب الخطة إلى وسائل الإعلام، لكنه أشار صراحة إلى إمكانية رفضها من قبل الكرملين "في حال طمس ما اتفق عليه خلال قمة ألاسكا بين الرئيس فلاديمير بوتين وترامب".
ووفقاً لمطلعين على الملف، يبقى المسار الدبلوماسي لوقف الحرب بين أوكرانيا وروسيا معلقاً.. خاصة أن مصير لقاء ترامب زيلينسكي لم يتحدد بعد، كما أن روسيا لم تتسلم النسخة المعدلة، وبالتالي الحديث عن إمكانية تحقيق سلام وشيك يبقى مسألة غير مضمونة.
