اكتشف علماء الحفريات حيوانا مفترسا صغيرا بثلاث عيون، عُرف باسم "عثة البحر"، عاش في محيطات الأرض قبل نحو 506 ملايين سنة.
النوع المكتشف، واسمه العلمي Mosura fentoni، ينتمي إلى الراديودونتات، وهي مجموعة منقرضة تُعد من أسلاف المفصليات الحديثة، كالحشرات والعناكب وسرطانات البحر.
ونُشرت الدراسة في مجلة Royal Society Open Science، وكشفت أن العينة المحفوظة أظهرت تفاصيل فريدة، بينها منطقة تشبه البطن مكوّنة من 16 جزءا تشمل خياشيم في نهايتها.
ويرى الباحثون أن هذه البنية ساعدت الكائن على امتصاص الأكسجين، وتشير إلى تطور مستقل مشابه لدى أنواع حديثة كسرطان حدوة الحصان وقمل الخشب.
وأوضح د. جو موسيوك، المشرف على الدراسة من متحف مانيتوبا في كندا، أن Mosura كانت مزوّدة بمخالب مفصلية تشبه تلك الموجودة في القشريات الحديثة، لكنّها تميزت بعين ثالثة كبيرة وسط الرأس، لم تُلاحظ في أي نوع معروف من قبل.
وأضاف موسيوك في حديثه لـCNN أن "عثة البحر" ربما سبحت بطريقة تشبه الراي اللاسع، عبر حركة تموّجية بأجنحة سباحة بحجم إصبع السبابة. وكان فمها دائريًا يشبه مبراة الأقلام، ومبطنًا بألواح مسننة، وهو شكل غير مسبوق بين الكائنات الحية.
وأظهرت بعض الحفريات مخالب أمامية دقيقة، بأشواك طويلة ناعمة تتفرع إلى شوكتين، تختلف عن مخالب أقاربها المغطاة بشبكات من الأشواك. ويُرجح أنها استخدمتها لالتقاط فرائس صغيرة وتوجيهها إلى الفم.
وختم الدكتور جان برنار كارون، المشارك في الدراسة، بأن هذا الاكتشاف يبرز تنوّع المفصليات القديمة وقدرتها على التكيّف، مشيرًا إلى أنه لا يوجد كائن حي اليوم يُشبه Mosura تماما.
