قرب موقع نطنز النووي لتخصيب اليورانيوم وسط البلاد، بدأت القوات المسلحة الإيرانية مناورات عسكرية أطلقت عليها عنوان "اقتدار" بمشاركة الحرس الثوري إلى جانب الجيش، فما الرسائل التي تريد إيران إيصالها للعالم، وما المدن الصاروخية التي لوحت بها ردًا على التهديدات الخارجية؟.
"إن مناورات الحرس الثوري لهذا العام ستكون الأكبر من حيث الحجم والتنوع، حيث ستكشف عن أسلحة جديدة ووحدات متطورة للمشاركة في العمليات المختلفة، أبرزها إزاحة الستار عن مدن صاروخية تحت الأرض"، هذا ما قاله المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني علي محمد نائيني، في إشارة إلى أنّ التخطيط للمناورات جاء بناء على التهديدات المستمرة التي تخيم على الأجواء الإيرانية، أما عن الهدف فهو "خلط أوراق العدو وتغيير إدراكه" بحسب تعبيره، عبر سلسلة تدريبات بحرية وجوية وجو فضائية وبرية في ست محافظات..
تلك المناورات التي أُعلن عنها جاءت بالتزامن مع أنباء حول استنفار في الجيش الإسرائيلي واجتماعات سرية متتالية، ورفع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي حالة التأهب استعدادا لأي سيناريو قد تقدم إيران على تنفيذه في وقت تحدثت فيه تقارير أمريكية عن أن مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان قدم للرئيس جو بايدن خيارات لضربة أمريكية محتملة على المنشآت النووية الإيرانية إذا تحركت طهران نحو تطوير سلاح نووي قبل 20 يناير.
ويبدو أنّ الرد الإيراني على تلك التهديدات والتقارير جاء على عجل واستجابة لمشهد التهديد المتطور، حيث كشف نائيني أن المناورات ستتضمن إزاحة الستار عن أجزاء جديدة من مدن الصواريخ والطائرات المسيرة التابعة للقوة الجوفضائية، بالإضافة إلى الكشف عن مدينتين تحت الأرض للصواريخ والسفن الحربية في جنوب البلاد، حيث سيصل عدد المناورات إلى 30 مناورة برية وجوية وبحرية ستستمر حتى منتصف مارس المقبل، ومن المقرر أن تجري أكبر مناورة بحرية في مضيق هرمز، وهو نقطة استراتيجية يمر عبرها ثلث إمدادات النفط العالمية.
لكن صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، عنونت خبر المناورات الإيرانية قائلة: "إن إيران تضاعف عدد التدريبات العسكرية استعدادا لدونالد ترامب"، في إشارة إلى أنها تسعى لإظهار قوتها في التدريبات الشتوية بعد الضربات الاستراتيجية المتكررة في الشرق الأوسط، وفي وقت تثير فيه عودة ترامب مخاوف متزايدة في الدوائر السياسية في طهران.