في كل عيد أضحى، تُنحر الملايين من الأضاحي في الجزائر، وتُرمى معها كنوز لا تُقدّر بثمن. جلود كان الأجداد يحفظونها بعناية، يملّحونها، ينشّفونها، ويحوّلونها إلى زرابي، وديكور، أو حتى رموز للبركة.
لكن اليوم، أصبح مصير أغلب الجلود.. حاويات النفايات. لذا، أُطلقت حملة وطنية تُعيد لهذه المادة قيمتها، من خلال جمعها وتحويلها إلى مواد أولية تُستخدم في صناعة الألبسة، والأسمدة، وحتى التصدير.
ولأول مرة، تُستخدم تطبيقات ذكية مثل "مريغل هيدورة" و"مستفيد" لتسهيل العملية، بربط المواطن بالمجمعين المعتمدين، بنقرة زر.
في الماضي، كانت الجلود تُحفظ وتُستخدم داخل البيوت كزرابي وأغطية، لكن العادة اندثرت، وتحولت هذه الثروة إلى نفايات تُلقى عشية العيد. ومع تجاوز عدد الأضاحي 4 ملايين رأس سنويًا، تمثل الجلود المسترجعة فرصة اقتصادية وبيئية كبيرة.
الحملة تسعى لرفع نسبة الاسترجاع إلى 40% هذا العام، بعد أن بلغت 29% في 2024.
ويشدد القائمون على أهمية تجهيز الجلد بطريقة صحيحة عبر التمليح وعدم تبليله أو وضعه في أكياس بلاستيكية. هي دعوة للمواطنين للمشاركة، لأن كل جلد يُنقذ، هو خطوة نحو اقتصاد أكثر استدامة.