لم تكن غير خيمة بسيطة نُصبت في جنوبي قطاع غزة لتكون مأوى مؤقتاً لعدد من الصحفيين.. لا يملكون إلا أقلامهم وكاميراتهم يحاولون أن يوثقوا الكارثة.
لكن حتى هذه الخيمة لم تسلم من نيران القصف الإسرائيلي لتتحول إلى كتلة من لهب وتُكتب فيها إحدى حكايات الوجع.
الصحفي الفلسطيني عبد الرؤوف شعث الذي نجا بأعجوبة من الموت يروي لـ"إرم نيوز" اللحظات الدامية التي عاشها بعد أن استُهدفت خيمة الصحفيين دون أي إنذار.. انفجار عنيف وصرخات وزملاء يسقطون واحداً تلو الآخر.
في ذلك القصف فقد شعث اثنين من زملائه وأصيب آخرون بجراح خطيرة، لكنه كغيره من الصحفيين في غزة يرى أن هذه الرسالة لا يمكن أن تُدفن تحت الركام ولا يمكن أن تُحرق بالنار.
هم صحفيون قرروا البقاء رغم كل شيء لم يخافوا الموت ولم يتراجعوا أمام الدمار.. يعرفون أن صوتهم هو السلاح الأخير، وأن صورتهم قد تكون السبيل الوحيد للعالم كي يرى الحقيقة كما هي بكل وجعها ودمها.. علّ أحداً في هذا العالم يسمع فيُوقف نزيف القطاع المنكوب.